كشف تقرير «مناخ الاستثمار في الدول العربية» لسنة 2011، أن المغرب يحتل المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العربية الأكثر استقطابا لتدفقات الاستثمارات العربية البينية المباشرة، وذلك خلال ال17 سنة الماضية، بين عامي 1995 و2011، وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمار العربي بالمغرب، 6.5 مليار دولار بنسبة 3.7 بالمائة من إجمالي الاستثمارات العربية. وأفاد التقرير الذي يرتقب أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، حصلت «التجديد» على ملخص له، والذي أعدته المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، بأن إجمالي الاستثمارات العربية المباشرة بين الدول العربية خلال 17 سنة، بلغ 5,178 مليار دولار، حيث استحوذت 7 دول هي السعودية والسودان ومصر ولبنان والجزائر والبحرين والامارات على %82 منها بقيمة 144.4 مليار دولار. وتصدرت السعودية الدول المضيفة للاستثمار العربي البيني بقيمة اجمالية بلغت 47.8 مليار دولار بنسبة 27 بالمائة من الاجمالي، تليها السودان ومصر ولبنان والجزائر والبحرين والامارات ثم الأردن تاسعا وتونس في المرتبة العاشرة. ويرى محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، أنه لا يمكن مقارنة ما يستقطبه المغرب من استثمارات بدول عربية بترولية، مؤكدا أن الفوائد الاستتمارية للدول البترولية هي التي تجعلها في المراتب الأولى، وقال في تصريح ل«التجديد»، «إذا أنجزنا دراسات دون احتساب فوائد إنتاج البترول، سيتضح لنا أن المغرب ضمن المراتب الأولى في استقطاب الاستثمارات العربية البينية»، مشيرا إلى أن المغرب خلال سنة 2011 والنصف الأول من سنة 2012، «من الدول الأولى إفريقيا على صعيد الاستتمارات المباشرة الخارجية». بوليف شدد على أن هناك تحديا كبيرا من أجل إدخال المالية الإسلامية للمغرب نهاية هذه السنة، لإعطاء نفس جديد للاستثمارات، وقال في حديثه مع «التجديد»، «المالية الاسلامية ليست فقط دافعا لاستقطاب الاستثمارات، وإنما هي محرك أساسي». واعتبر عمر الكتاني، المحلل الاقتصادي المتخصص في الاقتصاد الإسلامي، أن المغرب له اختيارات فرنكفونية فكرا وثقافة واقتصادا أيضا، وقال الكتاني في تصريح ل»التجديد»، «المؤسسات الدولية حددت اختيارات المغرب الفرنكفونية، وسياسة اللغة تلعب دورا مهما في الاقتصاد، وبسبب اللغة أغلقنا علينا جزئيا الأسواق التي تتحدث الإنجليزية وكذا الأسواق التي تتحدث بالعربية»، مشيرا أن الاستثمارات الأجنبية والعربية بالخصوص لا تشعر بالراحة عندما تأتي للمغرب وتجد الحوار والتواصل دائما بالفرنسية. من جهة أخرى، شدد الكتاني على أن فتح سوق مالية إسلامية بالمغرب، سيساهم بشكل كبير في استقطاب الاستثمارات العربية الإسلامية المهمة، وأضاف الكتاني قائلا، «الإمكانيات والأرضية متوفرة، والوضع الجغرافي أيضا مساعد، والمطلوب فقط الإرادة السياسية ثم الوسيلة اللغوية التي هي اللغة العربية كلغة اقتصاد لإعادة التواصل مع دول الشرق». التقرير تحدث أيضا عن تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة الى الدول العربية (21 دولة) بمعدل %37.4 ى 43 مليار دولار عام 2011، مقارنة مع 68.6 مليار دولار عام 2010، وأرجع التقرير ذلك إلى الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة منذ نهاية عام 2010 وحتى الآن ومن قبلها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وأشار الى تباين أداء الدول العربية حيث ارتفعت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة الى 9 دول عربية من بينها المغرب، بالمقابل تراجعت التدفقات إلى 8 دول، وتحولت التدفقات الإيجابية إلى سلبية في ثلاث دول هي مصر، قطر، اليمن. وبخصوص الدول الأجنبية المستثمرة في المنطقة العربية، تصدر الولايات المتحدةالأمريكية القائمة بقيمة 26.1 مليار دولار وبنسبة 14% من إجمالي الاستثمارات الواردة إلى 7 دول عربية والبالغة 189 مليار دولار.