ورد هذا الاسم الجليل مطلقاً معرفاً مراداً به العلميّة ودالا على كمال وصف الله تعالى في الصحيح من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ لها: (يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ). وذلك حينما دخل الرهط من اليهود على النبيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فقالت: عائشة رضي الله عنها: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللعْنَةُ. قال النووي رحمه الله تعالى: وأما قوله صلى الله عليه و سلم: «إن الله رفيق» ففيه تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه بالرفق. قال المازري (وهو من فقهاء المالكية توفي سنة 536ه) لا يوصف الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسول الله صلى الله عليه و سلم أو أجمعت الأمة عليه. معناه: الرفيق في اللغة كما في لسان العرب من صيغ المبالغة، والرِّفْق:اللطف، وهو ضد العنْف، ويعني لِين الجانب ولطافة الفعل. وفي صحيح مسلمٍ من حديث عائشة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). والرفيق سبحانه هو كثير الرفق والإرفاق بعباده، القريب منهم، يغفر ذنوبهم ويتوب عليهم، ولا يعجّل العقوبة للعصاة منهم. والرفيق سبحانه الذي خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة. فقد خلق الخلق أطواراً، ونقلهم من حالة إلى أخرى بحكم وأسرار لا تحيط بها العقول. فمن تدبر المخلوقات وتدبر الشرائع وما احتوت عليه من الرفق في الأحكام وجريانها على وجه السعة واليسر شاهد من ذلك العجب العجيب.(تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي بتصرف)..