تعرف الأسرة المغربية هجوما عنيفا من جهات مختلفة تريد القضاء على ما تبقى من صمودها ونضالها ضد الانحراف الخلقي والأخلاقي، وذلك بعدما شاعت في المجتمع المغربي ظواهر غريبة مثل دعارة الأطفال الذي استفسر فيها المغرب من طرف تقارير دولية خطيرة تصف تفاقم الوضع بالمتزايد، و مثل نسبة الزنا التي تعرف صعودا مهولا أمام أنظار الجميع ، تسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل الطلاق والعنف الأسري وغيرها... ، ومن ناحية ثانية أصبح التطبيع مع الفاحشة أمرا مستساغا أمام قلة الوسائل المعتمدة في التربية والتوجيه، كما يعرف المغرب موجة جديدة من إقبال الشواذ جنسيا عليه والذين يتحركون بقوة ، ويقابل تحركهم، باستثناء بعض وسائل الإعلام ،بسكوت غير مفهوم سواء للهيئات الحكومية أو الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية المغربية ...جاء ذلك في المحاضرة التي ألقتها الأستاذة سعاد لعماري عضو اللجنة النسوية لحزب العدالة والتنمية ونظمها المكتب الإقليمي للحزب بعمالة مراكش سيدي يوسف بن علي أول أمس الأحد 22دجنبر الحالي ، تحت عنوان ًالأسرة المغربية ورهان المستقبل ً، وقد ركزت الأستاذة المحاضرة على أهمية الحفاظ على الأسرة، المعقل الأساسي لقيم المجتمع المسلم ،والتي حافظت على تماسكها في أصعب الظروف رغم التحديات الجمة التي واجهتها ،وضربت مثالا في الدول الإسلامية التي حافظت ليس على القشور بل على عمق الإسلام ،وتمثل في الالتزام بالمظاهر الإسلامية كتحفيظ القرآن واللباس الشرعي للمرأة وغيرها من المظاهر الأصيلة...،رغم السنوات الطويلة التي قضتها هذه الدول تحت نير المد الشيوعي الملحد أو الاستعمار العلماني اللبرالي ، وهذه التحديات تتمثل أساسا في شيوع ثقافة الجنس الإباحية وتفكك العلاقات الأسرية وشيوع ظاهرة التمرد على الوالدين والقيم وغيرها ، وساعد على انتشار هذه الأمراض وسائل إعلام عمومية ، أصبحت مصدر قلق متواصل لهذه الأسرة ، بحيث تسعى لهدم جميع القيم النبيلة بقصد أو بغير قصد، وفي المقابل تتغنى هذه الوسائل بضرورة الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والأسرة ، وهي في نفس الوقت تنتج نساء ورجالا يعتبرون التدخين والخيانة والغواية والربح بأسهل الطرق وغير ذلك من السلوكيات المنحرفة، وأسوة بنماذج غربية، أعمالا بطولية، وكثير من البنات أصبحن يعتبرن دورهن الرئيس هو فتنة الرجال ووضع أجسادهن رهن الاستغلال بالمفهوم النفعي .ومن جهة أخرى بينت الأستاذة المحاضرة كيف أصبح المجتمع الغربي يراجع حساباته في هذا المجال وذكرت بالحملة التي يقود المكتب الفدرالي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية ، ويشرف عليها الرئيس الأمريكي جورج بوش بنفسه،وهذه الحملة تخص حث الشباب على العفة ، وقد عرفت هذه الحملة تجاوبا واسعا في صفوف الشباب ذكورا وإناثا الذين بدؤوا يعتقدون بأهمية الحفاظ على العذرية ، كما أوضحت تحفظ الولاياتالمتحدة المسيحية والمتشبثة بمسيحيتها على العديد من المواثيق الدولية التي تخص المرأة والطفل ، في حين لا تجد منظماتنا الحقوقية والنسائية حرجا في النداء بملائمة القوانين المغربية بهذه المواثيق وإن كان هذه الملائمة لا تراعي الخصوصيات المحلية خاصة ما بتعلق بالأحكام الإسلامية الشرعية القطعية .و كشفت عن بعض الإحصائيات المهولة في المجتمع الغربي ، حيث في فرنسا تتزايد نسبة المعاشرة بدون عقود زواج ووصلت في إحصائيات قديمة إلى10%،كما بلغ عدد الأفراد الذين يعيشون منفردين إلى 12مليون نسمة في فرنسا وحدها،مما يؤدي إلى تعدد الفرقاء الجنسيين وانتشار الأمراض الجنسية ،كما يعيش عدد كبير من الأطفال بدون أباء نتيجة تنامي ظاهرة الأمهات ًالعازباتً ، ويقضي هؤلاء الأبناء أوقاتا عديدة في السؤال عن جذورهم وآبائهم.وفي الأخير نادت الأستاذة بضرورة تلاحم المهتمين من رجال التربية وحقوقيين ومنظمات نسائية شريفة لا تتاجر بهموم المرأة ولا تقبل أن تغدق عليها جهات دولية من الأموال ما لا يصرف على اليتامى والمحرومين في بلادها ،وذلك لمواجهة هذه الحرب الشنعاء التي تسعى إلى هدم قيم الأسرة المسلمة، ولمواجهة مخالب العولمة التي تتكالب على المجتمعات الإسلامية في إطار مؤتمرات دولية وتحت ضغوط مؤسسات مالية عالمية ،خاصة وأن الإسلام له من الحلول العادلة ما يغنينا عن استيراد هذه الحلول من مجتمعات أبانت التجربة عن فشلها في هذا المضمار. عبد الغني بلوط