أعرب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن سروره العميق بالنموذج الذي قدمته القيادة المغربية في التعامل مع الربيع العربي»، مضيفا أن الشعوب محترمة وعظيمة ولا تريد إلا الخير لبلدانها ولحكامها، قائلا «أن الأنموذج المغربي جاء بخطوة مهمة من خلال إصلاحات دستورية جديدة، وهذا فيه كل الخير للأمة»، يقول مشعل. وهنأ القيادي في حركة حماس حزب العدالة والتنمية بمؤتمر الوطني السابع، واصفا إياه ب»العرس العظيم، لحزب كريم يقدم نفسه خادما للشعب» داعيا إلى «التنافس لخدمة الشعوب وأن لا يتربص أحدنا بالآخر لأن نهوض الأمة يحتاج الجميع، فاليد الواحدة لا تصفق ولو حصلت على 90 في المائة من أصوات صناديق الاقتراع». وأضاف مشعل «سررت بكلمة الأخ رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، لأني وجدت التواضع المطلوب والفهم المطلوب لدور المسؤول»، مبرزا أن «من الرجال من يتطلع لبعض المواقع ليكبر، ولكن من المواقع من تتطلع للرجال لتكبر». ورغم اعترافه بانتمائها للوطن العربي، إلا مشعل نبه في كلمته، إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس، لا تتدخل في القضايا الداخلية للأقطار العربية، وبالخصوص عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل، موردا بخصوص ما تعيشه سوريا من تقتيل ومجازر يومية، أن «الشعب السوري يعنينا، ويؤلمنا ما يقع بسوريا»، مشددا على أنه آن الأوان كي يتوقف دم الشعب السوري، لأن من حق شعوب الأمة أن تعيش بحرية، إذ لا مستقبل للديكتاتورية في وطننا العربي. مشعل قال للحشود التي حجت للقاعة المغطاة إن «هذا الجمع العظيم بروحه وهتافاته أبلغ من كل كلام، فكل ما نقوله ما هو إلا صدى من روحكم الكريمة»، مضيفا «أنا في غاية السعادة بزيارة المغرب لأول مرة، شرف ما بعده شرف، وإن شاء الله لن تكون الأخيرة». وخاطب المغاربة بالقول «يا شعب المغرب المبارك يا من لكم في القدس باب وأي باب ولكم في القدس حارة وأي حارة أوقفها ملك ابن ملك، لكم في القدس مكان وزمان لكم مادة وروح، لكم بصمة على طريق تحرير بيت المقدس، فحارة المغرب لم تكن حيا سياحيا، وإنما كانت وظلت حيا سياسيا تدل على أثاركم في فلسطين»، مضيفا «أنتم شعب وإن نأى في الجغرافيا، فإنه لا يزال في قلب فلسطين وأسأل الله أن يجعل لكم سهما كبيرا في تحرير القدس»، مؤكدا أن الأمة إذا لم تتحرر وتمتلك قرارها وإستراتيجيتها فلن تتحرر فلسطين، لذا يقول مشعل- «نريدكم أن تنهضوا حتى نذهب إلى بيت المقدس لنحرر فلسطين وبيت المقدس شبرا شبرا». وبخصوص الوضع في فلسطين، أوضح مشعل أن الشعب الفلسطيني يعيش واقعا صعبا، إذ يعاني من أقسى أنواع الإحتلال، من خلال استهداف القدس التي تقضم بلاطة بلاطة وتهود وتهدم أحياءها وتغير معالمها ويسرق التاريخ وتسرق الجغرافيا، وكذلك الإحتلال المباشر للضفة الغربية الجريحة، والحصار المفروض على قطاع غزة هاشم، مؤكدا أنه رغم كل مظاهر الإستهذاف الصهيوني لفلسطين، فإنها أعمق وأعظم في التاريخ من أن يتطاول عليها الغزاة ولذا فمهما فعلوا فلن يستطيعوا تحقيق أهدافهم. وأكد مشعل أن «فلسطين تحتاج في ظل انقسامنا المشؤوم لإستراتيجيتين أساسيتين هما المصالحة في ما بيننا والمواجهة مع عدونا»، مبينا أن المصالحة قدرنا وواجبنا ومسؤوليتنا وسننتصر في المصالحة رغم كل التهديدات والضغوط الدولية التي تؤخر هذه المصالحة. أما الإستراتجية الثانية يوضح مشعل فهي المواجهة، مبينا أن «كل مستعمر لا تخرجه إلا المقاومة والبندقية، وهذه سنن لا تتغير ولا تتخلف لأن المطلوب أن نعود إلى إستراتيجية شاملة فيها الإعلام والاقتصاد وملاحقة المجرمين الصهاينة في كل الساحات والمنتظمات الدولية». ودعا مشعل فتح وحماس إلى ملاحقة الصهاينة على دم الشهيد ياسر عرفات، ودم الشهيد أحمد ياسين، وعلى دم كل شهيد فلسطين، مطالبا بوقف مسيرة الاستسلام والمفاوضات العبثية، والاحتكام إلى إستراتيجية واضحة.