أفادت مصادر صحفية مطلعة، أن الزعيم الليبي معمر القذافي أمر بفتح مخازن الأسلحة لمؤيديه لكي يقوموا بالدفاع عن آخر معاقله وهي العاصمة طرابلس، وتحديدا منطقة باب العزيزية حيث يختبئ القذافي ومن حوله أقاربه ومؤيديه. كما أفادت مصادر عليمة بأن العقيد القذافي قام اليوم بتحويل مبلغ يقدر بنحو 3 مليارات ليرة استرليني، إلى مصرف خاص قبل أن يقوم مجلس الأمن بفرض عقوبات على ليبيا وتجميد حساباتها في البنوك العالمية. يستمر مسلسل الاستقالات والإنشقاق والتبرؤ من نظام القذافي، بعد أن استقال وتبرأ عشرات السياسيين والعسكريين من هذا النظام المتصدع، وقد بلغت عزلة القذافي ليصبح رئيس عصابة إجرامية لا يقود ثورة أو حرب وإنما يقود مجموعة من القتلة وفرق الموت المحيطة به.من جهة أخرى يتوقع عدد من المحللين النفسيين الذين يتابعون خطابات القذافي بأنه قد يقدم على الانتحار نتيجة حالة "بارانويا" المعروفة بجنون العظمة التي انتابته، وجعلته يفقد السيطرة على العقل واتخاذ القرارات السليمة، وهذا أمر خطير جدا، على حد قول الأطباء النفسيين الذين قالوا أنه قد يندفع ويقدم على ارتكاب جرائم قتل بشعة وحرق وتدمير، أو أن يضع حدا لحياته، أو أن يطلق النار على من يخالفه الرأي أو يرفض تنفيذ أمر صادر عنه. أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرض عقوبات على ليبيا وتجميد أرصدة ليبيا في المصارف الأمريكية، وذلك احتجاجا على استخدام النظام الليبي العنف والقتل والجرائم ضد الانسانية بحق شعبه الذي يقوم بمظاهرات سلمية ويتعرض للذبح والقتل والمجازر كل يوم. وأفادت مصادر صحفية أنه مع وصول الثورة إلى طرابلس العاصمة، فإن رجال أمن القذافي يطوفون الشوارع بسيارات لا تحمل لوحات أرقام ويطلقون النار على المتظاهرين يقتلون ويخطفون الجثث وينقلوها إلى مواقع مجهولة ويمنعون التظاهر ويعيدون الشباب إلى بيوتهم تحت تهديدهم بالأسلحة. لا تزال الأوضاع في الدول العربية غير مستقرة وتشهد احتجاجات ومظاهرات، تحوّلت بعضها إلى مذابح، ففي ليبيا لم يهدأ الوضع بل أنه يتوتر أكثر فأكثر، حيث أطل القذافي على جمهور مؤيديه، وطالبهم بالاستعداد للمواجهة الكبرى ضد الثائرين على نظامه. ورغم ذلك فقد قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمَّر القذافي، إنه يأمل بالتوصل اليوم السبت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والثائرين على سلطة والده. ففي تصريحات أدلى بها إلى مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية الذين تم إدخالهم إلى العاصمة الليبية طرابلس الجمعة بمواكبة رسمية، أقرَّ سيف الإسلام بأن القوات الحكومية الموالية لوالده باتت تواجه مشاكل في تصديها "للمتمردين" في مدينتي الزاوية ومصراتة الواقعتين غربي البلاد. وقال سيف الإسلام: "نحن نتعامل مع إرهابيين. لقد قرر الجيش ألاَّ يهاجم الإرهابيين، وأن يعطي فرصة للتفاوض. نأمل أن ننجز الأمر بشكل سلمي، وسوف نقوم بذلك (السبت)". في غضون ذلك، تزايدت الضغوط الدولية على نظام القذافي بغية إرغامه على التوقف عن ممارسة العنف ضد شعبه، وشمل ذلك تحذيرات بتوجيه اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" ضد من يثبت ضلوعه بها. فقد قال دبلوماسيون الجمعة إن الدول الغربية توصلت إلى اتفاق بشأن مسودة قرار حول الوضع في ليبيا. وكشف الدبلوماسيون أن مسودة القرار تتضمن توجيه تحذير إلى القذافي من أن أعمال العنف التي شهدتها وتشهدها بلاده قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية".