سيطرت المعارضة الليبية على مناطق شاسعة بليبيا من ضمنها حقول النفط التي استأنفت التصدير منها، في حين يصر القذافي على التقليل من أهمية ما يجري في بلاده و يؤكد أن شعبه يحبه و مستعد للموت من أجل حمايته . في اليوم الرابع عشر من انتفاضة لا سابق لها في ليبيا لم تعد القوات الموالية للنظام تسيطر سوى على طرابلس العاصمة و منطقتها. و أكد المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، غونتر أوتنغر، أن غالبية حقول النفط في البلاد باتت تحت سيطرة قبائل و قوات تسلمت السلطة . و في هذا الإطار، أعلن مسؤول في اللجنة المحلية المعارضة في مدينة طبرق لوكالة فرانس بريس، أن المعارضة الليبية تستعد للإشراف (مساء الإثنين الماضي) على استئناف تصدير النفط من شرق ليبيا عبر تعبئة ناقلة نفط متوجهة إلى الصين. و ستكون هذه أول شحنة من النفط الخام تخرج من ليبيا منذ 19 فبراير، أي بعد أن بدأت قوات الأمن الليبية حملة قمع ضد الاحتجاجات في شرق ليبيا. و سيطرت المعارضة على شركة الخليج العربي للنفط منذ استقالة رئيسها ، عبد الونيس سعد المرتجع، طبقا لصحيفة «وول ستريت جورنال». و ذكرت مصادر في بنغازي أن غارات جوية للقوات الموالية للعقيد الليبي استهدفت مخازن ذخيرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق ليبيا . و أشار عادل ، و هو جندي احتياط في بنغازي ، إلى غارات شنتها طائرتان على أجدابيا و الرجمة ، و قال أنه تم صدهما بالمدفعية المضادة للطيران. و أضاف أن الغارة على أجدابيا دمرت صهريج مياه ، و لم تسفر عن أضرار و لا ضحايا. إلا أن السلطات الليبية نفت ذلك. و أعلن التلفزيون الليبي الرسمي أن مصادر اللجنة العامة المؤقتة للدفاع (هيئة تعادل وزارة الدفاع) تفند مزاعم وكالة الأنباء الفرنسية بأن سلاح الجو الليبي قام بغارات جوية على مخازن ذخيرة في أجدابيا و الرجمة . و في إطار تفكك الفريق المحيط بالزعيم الليبي ، أعلنت صحيفة «قورينا » الليبية المعارضة أن الزعيم الليبي أقال رئيس جهاز الإستخبارات، عبد الله السنوسي. و أفادت الصحيفة الصادرة في بنغازي ، معقل المعارضة على موقعها على الأنترنت نقلا عن مصادر مطلعة ، أن القذافي أقال رئيس جهاز الإستخبارات ، العميد عبد الله السنوسي، و تولى مهامه بدلا عنه منصور ضوء القحصي أحد الحراس الشخصيين للقذافي . و في واشنطن، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها جمدت أرصدة ليبية بقيمة 30 مليار دولار بعد فرض عقوبات على نظام معمر القذافي ، و هو أكبر مبلغ من المال يتم تجميده على الإطلاق. و قال ديفيد كوهن ، وكيل وزارة الخزانة الأمريكية، أنه سيتم فرض مزيد من العقوبات على النظام الليبي، في إطار العقوبات التي أقرتها واشنطن ضد القذافي و أربعة من أفراد عائلته . و أضاف « ندرس حاليا إضافة أفراد آخرين إلى القائمة». من ناحية أخرى، أفادت مسؤولة في الأممالمتحدة أن التقديرات بشان عدد القتلى في ليبيا جراء القمع ، تتراوح بين المئات و الآلاف، فيما تشير المعلومات الواردة إلى فرار أكثر من مئة ألف شخص باتجاه مصر و تونس. كما فرض الإتحاد الأوروبي مجموعة من العقوبات الشديدة على النظام الليبي، من بينها تجميد أرصدة القذافي و 25 من عائلته و المقربين منه، و حظر سفرهم لإتهامهم بالتعامل مع المدنيين بطريقة وحشية. و شدد عدد كبير من وزراء الخارجية في العالم في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، الضغط على القذافي، مما ينبئ بفرض عقوبات جديدة لحمله على الرحيل. و قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون «يتوجب علينا جميعا العمل معا لاتخاذ مزيد من الخطوات لمحاسبة حكومة القذافي، و تقديم المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين ، و دعم الشعب الليبي في سعيه من أجل الانتقال إلى الديمقراطية». و على هامش الاجتماع، كثفت الوزيرة الأمريكية محادثاتها مع نظرائها الأوروبيين و مع مندوبي عدة دول عربية بغية التحضير لمرحلة ما بعد القذافي في ليبيا.