توجد بجهة دكالة عبدة العديد من المآثر التاريخية كقصبة بولعوان بأولاد افرج والقصيبة بأولاد عمران وقصبة الواليدية بإقليمالجديدة ودار سي عيسى وقصبة آيير بإقليمآسفي، إلا أنها تتعرض للاندثار والتدمير الطبيعي والبشري في غياب الجهات الوصية من وزارة الثقافة والسياحة والتي قد لا يكون لها علم بما تتعرض له هذه المعالم الأثرية وما تعيشه من إهمال وتدمير تدريجي، ومعلوم أنه لو توفرت لها شروط إعادة الهيكلة والترميم ورد الاعتبار، بخلق فضاءات للتنشيط والترفيه، لساهمت في الإقلاع السياحي والاجتماعي المنتظر، لما لها من إمكانيات طبيعية وبشرية... وتقع قصبة آيير على بعد سبع كيلومترات جنوب الواليدية، بتراب إقليمآسفي، وتقع على ربوة صخرية، وتعد حارسة للبحر، لها بابان واحد قبالة المحيط الأطلسي والثاني يقابل البر وعليه برج كبير، ويوجد بالقرب منها مسجد عتيق يحتوي على عشرين سارية له باب بحري، به كتابة تشير إلى تاريخ افتتاحه منذ أكثر من قرنين، وكانت به مدرسة عتيقة لتعليم القرآن وأصول الحديث، ورغم أن تاريخ تأسيسها غير مضبوط، إلا أن هناك بعض المصادر التي، تشير إلى أنها كانت موجودة خلال القرن الثامن الهجري وتعرف في التواريخ الإفرنجية برأس أيير( كاب آيير).وكانت المنطقة معروفة بإنتاج الحبوب وصيد السمك، وكانت هناك دار لصيد وبيع السمك إلا أن تاجرا برتغاليا اشتراها من الحاكم البرتغالي آنذاك وبنا بها برجا سماه ( سانت كروى أي الصليب المقدس) وفي سنة 1517م الموافق ل922ه توجه إليها الشريف أبو عبد الله محمد السعدي، فشق البلاد حتى بلغ إليها، فحاصرها من اجل تحريرها من طرف البرتغاليين، ومن حسن حظه أن برميلا من البارود تم تفجيره، فسقطت أسوارها، فسلم البرتغاليون أنفسهم أسارى للشريف، كما ورد في كتاب آسفي وما إليه لصاحبه محمد بن احمد العبدي الكانوني، وتعيش القصبة التي فقدت العديد من أسوارها وبريقها التاريخي نوعا من الإهمال الغير المبرر، خاصة وأن وفدا هولنديا قام بزيارتها مؤخرا، وأبدى رغبته الأكيدة في رد الاعتبار لها صونا لتاريخ مشترك، بين المغرب وهولاندا، يؤسس لأكثر من أربعة قرون...