كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ إِنّي لأحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ أجل، لقد تم تطويق مصر ثلاثين سنة بسلاسل الحزب الواحد، و الرأي الواحد و الريس الواحد. كان لا بد لأحفاد محمد علي و أحمد عرابي و سعد زغلول و فهمي النقراشي و جمال عبد الناصر و خالد الإسلامبولي، الذين كان يرى فيهم الريس مجرد قطيع، أن يكسروا كل الأطواق و يخرجوا إلى ميدان التحرير في غضبة يوم الجمعة المشهود، متسلحين بالإيمان، و لسان حالهم يردد:" كفى قهرا كفى.. غضب الشعب على السطح طفا". ألم تكنْ مصرُ عبر العصور أمٌ الدنيا ؟ ألم تُنجب أم الدنيا رجالا صنعوا التاريخ ؟ الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ لقد حكم الكثيرون على مصر بالعقم في إنجاب الرجال الحقيقيين، و ما دروا بأن أم الدنيا كانت تختزل الغضب، منذ "خريف الغضب" لينفجر الغضب، و ما من أحد يستطيع كبحه إلى أن يجرف معه آخر فرعون و كل المومياءات السائرة في فلكه. الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ نعم ... لا بد للبرعم الذي تروٌى خلال سنين طويلة أن يُزهِر و يُورق ليصبح شجرة سامقة تخترق أطراف السماء الواسعة. لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي أصبحتِ يا مصر طليقة الآن من حكم الطاغية، فما عليك إلا أن تختاري من يفوض أمرك، و يحمي حماك من الحرامية و البلطجية و القطط السمان. حذار يا مصر من فضلات العهد الغير مأسوف عنه. عودي يا مصر إلى ريادة العالم العربي. فمنذ أن أوقعوك في الاستسلام للصهيونية و الامبريالية إلا و العالم العربي في نكوص و خنوع و ركوع لأعداء الشعوب المغلوبة على أمرها من طرف حكامها. أيها الشباب الثائر في ميدان الحرية: أكملِ المسيرة. لقد قمتَ بالجهاد الأصغر بإزاحة الطاغية. عليك الآن بالجهاد الأكبر ألا و هو بناء دولة حرة قائدة للمستضعفين في أفريقيا و العالم العربي. و صدق عبد الناصر إذ قال: " مصر كبيرة بالأمة العربية، و الأمة العربية كبيرة بمصر"