عند رؤية هذه الصورة لاشك انك أخي القارئ،ستستصغر فعلا كل شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان، فقد حدث ان فوجئت ومعي عموم المصلين بعد الانتهاء من صلاة الجمعة بالمسجد الذي لايبعد عن عمالة اقليمالجديدة إلا ببضع خطوات بحالة هذه السيدة وهي تحمل زوجها على ظهرها، فالأسرة فقيرة لا تجد الأكل بالأحرى مالا تقتني به كرسي متحرك، كانت شمس الظهيرة لهيب يسهر الرؤوس حين وقفت هذه السيدة لاهثة فيما يشبه حالة (سيزيف) ، وان كلمة سيزيف غير معروفة لعموم الناس لكنها جلية في شخص هذه السيدة حين انتصبت واقفة مضطربة في مكانها تمسك يداها بزوجها على ظهرها كطفل صغير لتدرع به كل صباح يوم جديد مئات الاميال مستجدية كل ذي اريحية وكل ذي قلب رحيم وبغض النظر إن كانت هذه الاسرة من المتسولين أو غيرهم إلا أن الحدث يستحق الوقوف أمامه،وحتى لا تأخذنا العاطفة فقط فمدينة الجديدة كغيرها من المدن المغربية تمتلئ والحمد لله بالمؤسسات الخيرية والجمعيات التي تعمل في هذا الباب بما فيها الجمعية الاقليمة لرعاية الأعمال الاجتماعية ، فأين نحن من هذه الأسرة التي لم تجد قوت يومها بالاحرى كرسيا متحركا ؟واستغرب أين هم ذوو الأريحية من الحسنين ، فهم أيضا معنيون ومسئولون وعليهم حق من ما يملكون فكيف يهدأ لهم بال وهذا عليه الصلاة والسلام يقول (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم) ثم ان الله سبحانه فرض على الموسرين عامة أن يبذلوا المال على المحتاجين العاجزين ففرض الله لهم في أموال الأغنياء حقا معلوما وفريضة مقررة ثابتة هي الزكاة فالهدف الأول من الزكاة هو إغناء الفقراء بها قال تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)