رئيس تحرير يتابع بتهمة النصب فيضرب عن الكتابة، رئيس تحرير سابق يتابع بتهمة السرقة فيتهم الدولة بخلق الأعذار لاستجوابه حول كتاب عن ملك البلاد نشر في فرنسا ويحظر بيعه في المغرب، صحفية يقتحم رجال الأمن شقتها عنوة ليتم استجوابها عن حياتها الخاصة، وحده مدير أسبوعية المشعل الموقوفة من يحتفل هذه الأيام بعد إصدار عفو ملكي عليه، تزامن مع خروج ابنه إلى الحياة. "لن يكون صيفا عاديا، ولا رمضان عاديا"، يقول مصدر مسؤول في وزارة الاتصال في حديث خاص ل"الرأي نيوز"، متقدما بتوضيحات شرط عدم نشر اسمه، فيفسر قائلا "يتزامن صيف هذه السنة مع حلول شهر رمضان، وقدعلي عمار رئيس تحرير سابق متهم بسرقة حاسوب محمول، وسبق أن قضى عقوبة حبسية بتهمة سرقة أموال علمنا من مصادر أمنية أن كلا من الإسلاميين والليبراليين يستعدون للقيام بمظاهرات ووقفات احتجاجية وحملات إعلامية تخدم مصالحهم، الطرف الأول يتهيأ لمنع كل ما يرى فيه إخلالا بقدسية شهر رمضان، وبالحياء العام في هذا الشهر بالذات، أما الطرف الثاني فهو يريد أن يطالب بحق الفرد في ممارسة حريته الشخصية علنا، وحقه في السباحة (والكلام هنا عن النساء خاصة) بالثوب الذي يريد في الوقت الذي يريد ما دام المكان شاطئا عاما". ويضيف المصدر السابق موضحا: "مصالح الدولة تقتضي أن تقطع الطريق على الإسلاميين الذين يتهيأون بكامل عدتهم للنزول إلى الانتخابات البرلمانية القادمة وتحقيق فوز ساحق فيها، والدفع إلى إحداث تغييرات في الخارطة السياسية للمغرب، وهو ما يعتبر سابقا لأوانه في المملكة المنشغلة بمشاريع وما بات يسمى بالأوراش الكبرى، والليبراليون يعطون فرصا كثيرة للإسلاميين لتحقيق أهدافهم، ومخاطبة الوجدان المغربي الذي يجمع بين مظهر عصري وعمق ديني محافظ، لذلك استوجب التدخل مسبقا". لماذا علي عمار وزينب الغزوي؟ تسأل "الرأي نيوز"، فيجيب المصدر قائلا: "يصنف ضمن لائحة الصحافيين المشاغبين، فعلي عمار بصفته رئيس تحرير سابق في مجلة أسبوعية كانت قبل إقفالها نهائيا واحدة من علامات التقدم في مستوى الحريات بالمغرب إلا أنه يصنف في خانة الصحفيين الذين يشتبه في كتاباتهم، ولا ننس أنه نشر كتابا عن الملك يحظر بيعه في المملكة لتضمنه ما وصف بالأكاذيب، وهو ما جاء على لسان الأشخاص الذين يستشهد بهم عمار في كتابه، وسبق أن اتهم الدولة في وسائل إعلامية وفي مقالاته التي تنشر بصحف أجنبية بأنها تسترضي الإسلاميين على حساب المثليين، وبالتالي يعتبر في إطار المشوشين المفترضين على خطة الدولة في الحفاظ على مصالحها، وهذا السبب وراء التلكؤ لإلقاء القبض عليه بتهمة سرقة حاسوب محمول، بناء على شكوى تقدمت بها شريكة فرنسية له". نفس الشكوى من نفس السيدة قدمت ضد زينب الغزوي، الحاملة للجنسية الفرنسية، والتي تم اقتحام شقتها في الصباح الباكر، لتضبط رفقة علي عمار رئيسها السابق في أسبوعية لوجورنال الموقوفة، ويتم تحويلهما للتحقيق بعد التقاط صور لبقايا سهرة ثنائية وأغراض شخصية. يقول المصدر"زينب التي تعتبر مؤسسة حركة "مالي" للدفاع عن الحريات الفردية، والتي ساهمت في تنظيم نزهة تحولت على وقفة احتجاجية من أجل المطالبة بحق الفرد في المغرب في تناول الأكل علنا في شهر رمضان نهارا، توصلت الشرطة بمعلومات عن نيتها وأفرادا من المجموعة المحظورة إلى تنظيم حملة مشابهة في شهر رمضان لهذه السنة، وإن كانت ستمس إلى جانب حق الإفطار العلني، حق النساء خاصة في السباحة بالشكل الذين يرتضينه، وهو ما يتعارض مرة أخرى مع أولويات الدولة، لذلك استجوب التدخل، وممارسة ضغوط على الطرفين". وما محل توفيق بوعشرين، رئيس يومية أخبار اليوم المغربية والتي سبق وأوقفت، ويتابع بتهمة النصب على مالك فيلا، من مصالح الدولة في ضبطها للصحافيين "المشاغبين"؟ تسأل الرأي نيوز، فيجيب المصدر بقوله"لقد كان ضمن الصحفيين المشاغبين، ولم يعد كذلك منذ قضية الرسم الكاريكاتوري في حق ابن عم الملك، لقد شطر قلمه كما نقول، وهو يبحث فقط عن توجيه الأنظار إليه عندما أعلن الإضراب عن الكتابة"، يقول المصدر، خاتما بقوله"الصحفي الذي يحترم قلمه لا يسقط نهائيا مهما كانت الظروف والأسباب".