شكلت زيارة وفد من الديبلوماسيين المعتمدين بالمغرب لمدينة آسفي والتي بدأت أمس وتتواصل اليوم الأحد، مناسبة للتعرف عن كثب على الدينامية التنموية التي تعرفها المدينة في أوجهها المتعددة .وفي هذا الاطار، انعقدت جلسة عمل مع الوفد الديبلوماسي الزائر بحضور والي جهة دكالة عبدة وعامل إقليمآسفي السيد العربي الصباري حسني وممثلي مختلف المصالح الادارية تم خلالها تقديم عروض مستفيضة خاصة في ما يتعلق بالمؤهلات الاقتصادية للمدينة ومنجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمشاريع البيئية التي تباشر إنجازها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بالمركب الكيماوي مغرب فوسفور. وقدم والي الجهة خلال هذا اللقاء لمحة عن مختلف المشاريع الجاري تنفيدها بالمدينة وخاصة في شقها الاجتماعي والتربوي لاسيما إحداث دور الطالبة قصد ضمان ولوج أكبر شريحة من الناشئة إلى التعليم، مشيرا إلى أن نسبة التمدرس بالاقليم تناهز 95 بالمائة. ومن جهته، قدم مدير مركب "مغرب فوسفور آسفي" التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، السيد سعيد كوزرو، عرضا تطرق فيه إلى إنتاجية المركب الموجهة في أغلبها إلى الأسواق الخارجية. كما أبرز الجهود المبذولة من قبل مسؤولي هذه المؤسسة الاقتصادية الرائدة في مجال البيئة مؤكدا أن "آسفي بذلت جهودا كبيرة في مجال محاربة التلوث، والسنوات الخمس الأخيرة كانت حاسمة في تطبيق المعايير الأكثر صرامة في مجال البيئة".وتطرق مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد محمد لمرابط من جهته الى المؤهلات الاقتصادية الهامة التي تتوفر عليها جهة دكالة عبدة وإقليمآسفي تحديدا والتي تجعل منه نقطة جذب مهمة للاستثمارات سواء الوطنية أو الأجنبية، مشيرا في هذا السياق إلى مشاريع البنية التحتية الهامة التي سترى النور بالجهة وخاصة الطريق السيار الرابط بين الجديدةوآسفي.وأشار السيد لمرابط إلى أن القطاع السياحي بالجهة سيعرف نموا كبيرا لاسيما بعد افتتاح المحطة السياحية الكبرى "مازغان بيتش ريزورت" بالجديدة.وبخصوص إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أفادت معطيات قدمها رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمآسفي السيد أنور دبيرة بأن قيمة المشاريع المنجزة مابين ( 2005 و2009) فاقت 270 مليون درهم منها 241 مليون و457 الف و753 درهم مساهمة من المبادرة.وقد خصصت هذه الاعتمادات لإنجاز 545 مشروعا مما مكن من المساهمة في مواجهة بعض الظواهر الاجتماعية كالفقر والاقصاء الاجتماعي والهشاشة.وأوضح السيد دبيرة أن المبادرة مكنت من إرساء ثقافة جديدة قوامها المقاربة التشاركية واحترام الكرامة الانسانية والحكامة الجيدة وتعبئة جهود كل الفاعلين المحلييين (سلطات محلية وساكنة ومصالح خارجية).يذكر أن الوفد الدبلوماسي يضم سفراء كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الاوربي وهولندا و اذربيدجان وماليزيا والبنين وإفريقيا الوسطى والكونغو وكوت ديفوار وكرواتيا ومصر وليبيا ومالطا والبيرو وبولونيا والبرتغال ورومانيا والسودان والتايلاند واوكرانيا بالاضافة الى عدد آخر من الدبلوماسيين.وكان الوفد قد توقف قبيل حلوله بآسفي أمس السبت ،بمنطقة الوليدية حيث اطلع بحضور عامل الاقليم السيد جلال الدين مريمي وممثلي مختلف المصالح الادارية، على محتوى المشروع المندمج المتعلق بتأهيل الوليدية والحفاظ على بحيرتها الشاطئية. ويهدف هذا المشروع إلى ضمان تنمية مستدامة للوليدية والحفاظ على مؤهلاتها في مجال تربية المحار وحماية خليجها باعتباره موقعا إيكولوجيا ومنطقة رطبة ذات أهمية دولية تحكمها "معاهدة رامسار" التي تنظم الاستعمال العقلاني للأنظمة البيئية في المناطق الرطبة بهدف تحقيق تنمية مستدامة.وتتواصل هذه الزيارة التي تنظمها مجلة (ديبلوماتيكا) المغربية اليوم بتفقد عدد من المواقع السياحية والبنيات التحتية السوسيو اقتصادية من بينها "قصر البحر" و"الكنيسة البرتغالية" و "المدينة العتيقة" و "الخزانة الجهوية" ومشروع المركب السوسيو ثقافي" و"قرية الصيادين" بمنطقة الصويرية القديمة.