الشخصيات الفلسطينية المستقلة – { 6 – 7 – 2010م }أمثلة حيّة وهي كثيرة ثمن للحصار :•كان في السبعينات من العمر ، تعثرت قدماه في ظلمة ليل بسبب قطع الكهرباء ، فسقط أرضاً وكُسر فخذه ، وخضع لعملية جراحية اضطر الأطباء معها إلى أن يضعوا له خمسة مسامير من البلاتين ، وتفتحت على جسده النحيف كثير من المشاكل الصحية ، فازدادت حالته سوءا على سوء ، وبدا عليه أعراض مرضية جديدة أخرى لم تكن في الحسبان من قبل ،وخضع لعمليات جراحية ثانية وثالثة .. فعاشت الأمة العربية الخالدة. •امرأة تضيء بيتها بشمعة أدت إلى حرق بيتها وموتها.. فعاشت القيم الدولية. •مولدات الكهرباء تنفجر بأصحابها فتقتل وتحرق وتدمر... فعاشت الجامعة العربية .•في حلكة الليل وبسبب انقطاع الكهرباء ، ووسط حالة من الإرباك ، سقط أرضا متعثرا ، فهو لا يكاد يرى إلا ظلام دنياه كظلام الحصار ... قام المسكين من فراشه ليلاً يتحسس خطاه ليقضي حاجته ، ولكن القدر كان بانتظاره فقد أغمي عليه ، أُصيب المحاصر بصدمة في رأسه أدت إلى فقدانه للوعي ، وعلى أثرها دخل المستشفى ليقضي غيبوبته الأخيرة ... هكذا ثمن حرمان غزة من الكهرباء فعاشت الرباعية الدولية .•رجل أطفأ مولد الكهرباء ليلاً ، وكان الليل ساكناً ولا ينغص سكونه إلا أصوات مولدات الكهرباء في كل اتجاه ، البيوت متلاصقة ، ورائحة الغاز المنبعث تزكم الأنوف ، ولا يكاد يشعر بالراحة والسعادة في بيته ، فكيف به إن حاول أخذ قسط من النوم ؟(وكل من لم يجرب ضجيج المولدات لا يمكن له أن يدرك حجم تأثيرها على راحة الإنسان وصحته ، فالذي يأكل الضرب ليس كمن يعدّه ) ، والبعوض يحط على جلده أثناء الظلمة ليلدغه بغير رحمة كحال كثير من البشر ، أصابته حالة من القلق المصحوب بشعور من الاكتئاب والإزعاج .. فلمن يذهب هذا الثمن ؟ . • مريض يشكو إلى الله ظلم الظالمين وحال المنكوبين ، فقد انقطعت الكهرباء عند الساعة العاشرة ليلاً ، ونفذ الوقود من المولد الكهربائي ، فهو في حاجة إلى التنفس من خلال الأجهزة الخاصة ، بقدر حاجته إلى الفرشة الطبية التي تحتاج على الكهرباء... ومزيدا من المؤسسات الانسانية والحقوقية !! •طلاب الثانوية العامة قضوا الليالي إما على الشموع من أجل تحصيل العلم ، وإما على مولدات الكهرباء التي أزعجت الناس وأرهقت أعصابهم .. فهل تعني فلذات قلوبنا وأكبادنا أحد... أم إنها الأجندة الخاصة والتي ثمنها المزيد من عذابات شعب منكوب ؟ ! •ندفع ثمن الكهرباء مرتين ، مرة لشركة الكهرباء ومرة ثمن المولد والوقود والخلل الطارئ على المولد ... كما ندفع ثمن المياه مرتين ، مرة إلى البلدية ومرة إلى سيارات نقل المياه المفلترة التي تنقلها لنا ، فهل يحدث مثل ذلك في العالم كله ! ؟ ..•ذهبت إلى المستشفى من أجل العلاج ولم أجد الدواء ، وليس أمامي إلا شراء الدواء فذهبت إلى الصيدلية لشرائه فلم أجده !! فشكرا للقيم الإنسانية وللأخلاق الأممية وللمبادئ الدولية . •مريض من غزة أمضى سنوات طويلة من عمره في سجون الاحتلال دافعا ضريبة الحرية ، كان قبل أن يخضع لعملية جراحية كثير الحركة والنشاط ، وبعد أن خضع المريض لعملية جراحة القلب المفتوح التي أجراها له وفد طبي قدم إلى غزة من الخارج ، ساءت حالته كثيرا وهو الآن يجد صعوبة في الحركة والتنفس فندم على موافقته على العملية الجراحية ..فعاشت الكفاءات العربية التي اعتمدتنا حقلا لجهلها .سيسقط الحصار بإذن الله أمام إرادة شعبنا التي تتحطم على صخرتها كافة أساليب الركوع والضغط والتدجين .. وأؤكد للجميع بأن شعبنا صامد بكل ما تعنيه هذه المفردة على صعيد المواجهة والثبات ، رغم ضرب مقومات الصمود إلى حد كبير ، وستفشل جميع المخططات التي أُحيكت في ظلمة ليل . نحن في تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ، لطالما دعونا ولا زلنا ، ولطالما بذلنا جهدا ولا زلنا نبذل ، ولن نكل ولا نمل من أجل تحقيق المصالحة والوحدة بين الأشقاء الكرام في كل من حركتي فتح وحماس .. فهل ينعم شعبنا بذلك اليوم ؟ . هذا بعض ما يحدث في غزة بسبب الحصار ، فكيف إن سجلنا هنا كل شيء ؟ فلا يخلو بيت ولا زقاق ولا شارع من آلام المعاناة .. فهل هذه المعاناة هي ضريبة الوطن أم أنها ضريبة السقوط والفشل ... ؟