بدأ الجدل يتصاعد في الآونة الأخيرة حول مستقبل القيادة في جماعة العدل والإحسان، وربما يبدو دافع البعض لهذا الجدل المرحلة العمرية للمؤسس التاريخي الشيخ عبد السلام ياسين وما مر به في الفترات الماضية من وعكة صحية، لكن البعض لا يربط الاهتمام بمستقبل قيادة العدل بتلك المؤشرات، بقدر ما يربطها بظروف موضوعية تستدعي البحث في إشكاليات وتساؤلات مثارة حول الأولويات والتدابير التي يمكن للإحسان أن تسلك دروبها لترتيب البيت العدلي، والاستقرار على قيادته في المستقبل، وهل من الأفضل تأجيل تلك المسألة حتى تتحول إلى استحقاق حالي أم الشروع في التعاطي معها تحت قيادة الشيخ المؤسس نفسه كي تتجنب الجماعة ما عرفته بعض الحركات والجماعات الإسلامية التي دخلت في نفق التأزم والارتباك جراء غياب القيادة التاريخية، أو محدودية حضورها في إدارة دولاب العمل نتيجة ظروفها الخاصة؟ فهل هناك أهمية حقيقية لطرح هذا الملف الآن؟ وهل ثمة مخاوف حقيقية على مستقبل العدل والإحسان في الأفق المستقبلي؟ وهل من الأفضل التغاضي عن هذه الإشكالية في الوقت الحالي أم أن الوجاهة المنطقية تتطلب طرح المسألة للحوار؟ هل من الأفضل للعدل والإحسان أن يشارك الشيخ عبد السلام ياسين في ترتيب الأمور تحت إشرافه وفي ظل حضوره حتى تتجنب الجماعة ما يمكن أن يحدث من هزات مستقبلية أم أن الإطار المؤسساتي للعدل والإحسان كفيل بمعالجة هذا الأمر بنجاعة عندما تحل استحقاقاته في موعدها؟