تعيش سيدة تدعى (و.ح) في جحيم يومي مع زوجها، الذي يشتغل بجهاز القوات المساعدة بطنجة. ويصل هذا الجحيم، حسب قولها، إلى حد إرغامها، رفقة أربعة من أبنائهما، على شرب الخمر والمنع من الصلاة والضرب بالسلاح الأبيض.ولا يتوانى رجل القوات المساعدة كل يوم في ضرب الزوجة و«تشريط» جسدها وجسد ابنتها، البالغة من العمر 17 سنة، بالسلاح الأبيض كلما انتهى من حصته اليومية من شرب الخمر، وهو الأمر الذي اضطرت معه، الاثنين الماضي، إلى الفرار من المنزل بطنجة في اتجاه تطوان ومنها إلى مدينة الفنيدق بعد أن أصبحت حياتها وحياة أبنائها في خطر. وتقول الزوجة، في ، إن زوجها لا يتوقف عن تعذيبها كل يوم بعد إجبارها على شرب الخمر، فيما تقول ابنتهما القاصر: «عندما يفقد صوابه تحت مفعول الخمر، يقوم ب«تشريط» جسدي بواسطة سكين»، مضيفة أن والدها يرغمها على شرب الخمر إلى حد الثمل قبل أن تستفيق لتجد نفسها مجردة من ملابسها. «لا أعرف ماذا يكون قد فعل بي حينها. أتوسل إليه بالتوقف عن مدي بكؤوس الخمر، لكن توسلاتي لا تزيده سوى هيستيريا، حيث يبدأ في ضربي بالسلاح الأبيض». تتحدث الطفلة باستياء والدموع قد ملأت مقلتيها، مشيرة إلى أنها استفاقت ذات يوم من نومها، بعد أن أرغمها والدها على شرب كمية كبيرة من الخمر، لتجد نفسها نائمة معه في فراش واحد وهي عارية، مما اضطرها إلى التوجه إلى المستشفى لعرض نفسها على الأطباء للتأكد من سلامة بكارتها.آثار التعذيب والضرب بالسلاح الأبيض بادية على جسدي الأم وابنتها. وتحكي الزوجة أنها وابنتها تعرضتا، على يدي الزوج، إلى تعذيب اضطرتا معه إلى الذهاب إلى المستشفى، حيث سلمت إليهما شهادة طبية بمدة عجز وصلت إلى 25 يوما بالنسبة إلى الأم و21 بالنسبة إلىالطفلة.ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل إن الأب منع ابنته من مواصلة دراستها، كما أنه يرغم زوجته على العمل كخادمة في المنازل قبل أن يستولي على أجرتها من عملها بالمنال لينفقها في اقتناء قنانيالخمر.«كان يحتجز ابنتي في البيت ويبعثني لأقتني له قناني الخمر، وفي حالة تأخري لبضع دقائق بسبب مشاكل المواصلات، فإني ألقى مصيرا جحيميا يبدأ بالضرب و«تشريط» جسدي بسكين خاص يتوفر عليه، وينتهي بإرغامه إياي على شرب الخمر وهو في حالة من الهيستيريا، إذ يقوم، بين كل جرعة خمر وأخرى، ب«تشريط» جسدي بسلاحه»، تقول الزوجة، قبل أن تضيف: «فكرت مرارا في مغادرة البيت، لكن إلى أين وأنا بأربعة أبناء، بينهم رضيعة لا يتجاوز عمرها أربعة أشهر دون أن أجد من يقف إلى جانبي!».