الاحداث الدامية والتي شهدتها ساحات المسجد الاقصى المبارك ومعها الصور الاكثر دموية ، لم تثر ابدا النظام العربي والاسلامي ، وصور تدنيس ساحات الاقصى من قبل مجموعات صهيونية تسعى الى تطبيع هذا التدنيس وتحت حراب البنادق ، هذه الصور لم تعد اعين ربع سكان الكرة الارضية ممن حمل الاسماء الاسلامية والعربية من اهتماماتها ولا من اهتمامات الاعلام العربي المدفوع الثمن ، خاصة وان هذه الاعتداآت تكون مترافقة بالعادة مع عمليات حفر وتنقيب مستمرة تحت المسجد الاقصى والذي تحول اسمه من المسجد الاقصى الى المسجد المعلق بسبب ان طبقات التربة من تحته لم تعد تحتمل جدرانه السميكة ، ومع عمليات النقب والتنقيب المستمرة ليلا وعلى شكل طوابق فان هناك عمليات نقب مستمرة في اعماق النظام العربي المتهاوي والمتهالك والذي انصبت جهود الصمود فيه على الاغاني الوطنية التي تتغنى بجمال الحاكم العربي وذكائه وفطنته ورجولته وفحولته وفحولة اقربائه ، وهذه المواصفات التي يعرف القاصي والداني ان عمليات النقب الصهيونية المتواصلة امتدت الى ادق اماكن العفة في هذا النظام العربي المتهالك واخترقته واصلة الى نخاعه العظمي والذي يخضع الان الى عمليات زرع صهيونية لخلايا العمالة في صلب ذلك النخاع العربي وما بقي منه . عمليات تطبيع الاعتداآت المستمرة والتي تتتابع فصولها وعلى حساب دماء اصحاب الجوار من مسلمين ومسيحيين والذين حملوا عبء هذه المقاومة في الوقت الذي انصرفت فيه همم اصحاب العزة والصولجان العرب الى الاهتمام بتحسين النسل المبارك للتيوس والجمال والديوك والجحاش العربية بعد ان استيقنوا انه من المستحيل الحفاظ على الاصول الحميدة للاخلاق العربية ،ومع هذه الاهتمامات العربية فقد انصرف النظام العربي الى التعبد بسيقان وافخاذ العاريات وعلى شاشات الفضائيات المدفوعة الثمن والتي لاتنتمي في ثقافتها العارية ابدا الى اؤلئك المدافعين عن بقايا الاقصى بقبضاتهم العارية بعد ان خذلهم اقربائهم ممن ينتسبون ظلما لهذه الامة ، وهذه الاعتداآت المتكررة على الاقصى لم تثر في نفوس امتنا والتي تمتد جيوش النائمين فيها من طنجة الى فنجة الا المزيد من دعوات التطبيع والتلميع للتطبيع ومباركته والدعاء له ، وصارت حتى الاقلام المقاومة نكرات في ساحات الاعلام العربي المدفوع الثمن . ان الاقصى اليوم لايحتاج الى رقصة فنية ، ولايحتاج الى المزيد من الاغاني ، ولاالى اللوحات الفولكلورية ، ولا الى المزيد الابداع الخطابي ، فقد ملّ الاقصى الاسير من كل هذه الترهات وكل مايحتاجه الاقصى هو لحظة صدق من هذه الامة ، من قادتها ، وشيوخها ، وعلمائها ، ومثقفيها ، واحزابها، وفصائل المقاومة النائمة والتي صدأ السلاح بايديها . تتجه انظار امتنا النائمة اليوم الى ليبرمان والذي لم يبق له الا القليل ليهدم الاقصى بأثر زلزال صناعي اسرائيلي اعدت فصوله منذ سنوات ، وليبني على انقاض الاقصى هيكل صهيون المزعوم امام عيون زعماء العرب والمسلمين وتصفيقهم وتأييدهم كصرح بناء جديد وخبر جديد واختراع جديد ، وامام سيل الدموع من احباب الاقصى والذين سينالهم عقاب الله الاشد لانهم تركوا تلك الثلة القلية من ابناء فلسطين تحت الاحتلال جوعى وعراة واسرى ومحاصرين امام تخمة من بعض الانظمة العربية والتي تطاولت في البنيان علوا وتوسعت في المآكل عرضا وغاصت في البحار بطرا ، ولم يسارعوا الى غوثهم وغوث الاقصى الذي يدّعون حبه وحب الناس الذين يسكنون الى جواره، والذين دفعوا ضريبة هذا الجوار المقدس منذ زمن بعيد نائمين خمص البطون . ان رسالة واحدة من اوباما كفيلة بتجميع قادة العرب والمسلمين من اجل احتلال بلد عربي ، اما الاقصى فان كل الرسائل القادمة من انبياء الله الى الزعماء العرب والمسلمين لانقاذه لم تحرك في القادة العرب ادنى حركة ، وعلى العكس من ذلك فان اخبار المفاوضات وراء الجدران السرية تزكم الانوف بالمدى الذي وصل اليه حال امتنا والتي لم يعد الاقصى من اهتماماتها الا كخبر عالمي نقلا عن وكالة رويتر . د.محمد رحال.السويد globalrahhal@hotmail .com