مأساة زينب الخادمة، ينفطر لها القلب، وتبكي لها العيون، وتقشعر لها الأبدان، قصة تبرز معنى الفوارق الفردية السائدة ، ومدى الاستهجان بحقوق الانسان وبمعنى الكرامة الانسانية، واقعة زينب لم تكن حدثا طارئا، ولم تكن معزولة عما يقع من خروقات وتجاوزات ابطالها مسؤولين من علية القوم،وكل لهم تطبيق القانون والحرص على احترامه، إلا أنه شتان بين الافكار الجاهزة، والشعارات المذوية، وبين الواقع المعيش الذي لا يرحم الضعيف، ولا يلقي بالا بحقوقه وواجباته,عقليات يعشش في عقلها الباطني أن زمن الأسياد والعبيد ما زال قائما، وأن من حقها أن تفعل ما تريد دون حسيب أو رقيب من قال أن عصر العبيد قد ولّى إلى غير رجعة أكيد أن محرر العبيد الأمريكي " أبرهام لنكولن " لو رأى مشهد الطفلة المغربية " زينب" بحروقها وآلآلامها الشديدة ،سيلعن زمننا الرديئ هذا إلى ما لا نهاية وربما يتحسر على زمنه رغم كل شيء فلا ربما كان العبيد في زمنه أحسن حالا .المأساة التى ينفطر لها القلب ليست الوحيدة في مغرب العبيد لخادمة دفعت ظروف العيش القاهرة والديها إلى بيعها لجلادين أحدهما يحمل قناع قاض والأخر في صورة أنثى تحمل صورة شيطان ،لجآ معا لكيّ الطفلة التى لم تبلغ الحادية عشر من عمرها ، وتشويه عضوها التناسلي بالزيت المغليّ ، الواقعة تحتاج إلى أكثر من سؤال لكون الجلاد رجل قانون ويا حسرة حين نجد هذه الحفنة الناس التى يفترض أنها الساهرة على القانون أول من يجب أن يطبق القانون في حقها فيا عجبا حين نجد قاضيا يمارس ساديته في حق طفلة بريئة لا ندري ما جريمتها ؟هل لكونها خادمة ؟أم لأنها من طبقة القنبلة الديمغرافية المضطهدة ؟ فالقاضي الجلاد الذي يبدو أنه أراد إسوة ممن يجدون لذتهم في تعذيب أبناء الشعب أراد أن يتبث لنفسه ولزوجته أنه "راجل " حين استنفر فحولته على طفلة لا حول لها ولا قوة ولم يهدأ إلا بعد أن خلف على جسدها الطري عاهة مستديمة، وبئسها من رجولة أو على رأي الراحل صدام (هاي المرجلة ) ومع أن التعذيب فيه أُفيه كالتعذيب عن طريق صندوق إثم لأن مجرد مشاهدته إثم في حد ذاته أو عن طريق الكذب والضحك على الذقون بالفقصة والحديث عن الإصلاحات المتتالية لا لا تنتهى وما شابه ذلك من الأكاذيب .الحقيقة ان هذا القاضي بفعله الإجرامي قد اساء لمهنته ومهنة زملائه الذين وجب أن يتبرؤا ويستنكروا فعلته البشعة ليس لكونه قاضيا فحسب بل لكونه قام بفعل تجرمه القوانين والمواثيق الدولية التى يتباهى المسؤولون عندنا بكون المغرب السباق إلى التوقيع على احترامها وتطبيقها، بل وتضمينها ضمن ترسانته القانونية المتخلفة ، هذه الترسانة التى يبدو أنها تطبق فقط على المازاليط من أمثالنا نحن ، فضلا على أن الجلاد بشراكة مع زوجته قام بتشغيل قاصر و هو قعل يجرمه القانون أيضا لكن الأخطر في هذه القضية هو حين تم تجريد أب الضحية من هاتفه مخافة أن تتصل به وسائل الإعلام وهكذا نجد أنه بدل ان يتم فضح هؤلاء الصنف الذي لا يمت للبشرية او الإنسانية بشيء يتم تكميم وسائل الإعلام إسوة بباقي القضايا التى طمست والتى سنأتى على ذكرها كنمادج فاضحة في مغرب العبيد .العبودية التى يتبجح البعض عندنا بكونها أضحت حقبة تاريخية منقرضة اللهم حين يتعلق الأمر بجارتنا الجنوبية ومخيمات تنذوف هؤلاء يطلقون العنان للأفواههم لممارسة رياضة الألسنة على رأي أحد الإخوة متناسين انه عندنا ها هنا قوم يعتبرون أنفسهم سادة ومن عرق أخر ونحن عبيدا لهم ُسخرنا لخدمة أبناءهم وتلبية أهواءهم ، صحيح أن اللفظة تتغير حين يتم نعت شرطي " بالبخوش " لكن تتعدد الأسماء والمسمى واحد (عبد)وبلا شك تعرفون البطل الشجاع صاحب هذه القضية الذي وجد نفسه هتلر زمانه في بلد الأعراق الفاسية الفاسدة وبلد الإقطاع والعبيد فطمست القضية وآنتهينا من حيث بدأنا ، بينما خرج الشرطي صفر اليدين وبعاهة مستديمة ،هناك أيضا نمودج لسادة يعطون الحق لأنفسهم في مصادرة الحياة من العمال البؤساء بعدما تجاوزوا في جبروتهم أل قريش وأبا جهل فآكتشفنا لأول مرة كيف أنه إذا كان عند اليهود شيء آسمه محرقة (عليها ألف علامة آستفهام ) فعندنا محارق عدة إحدها واقعي حين تم حرق 50 عاملا في فرن صناعي قالت السلطات إنه معمل يسمى روزامور ،فآنطلقت الأبواق في خطاباتها وجاء وزير الزرواطة ليلقى خطبته العصماء متوعدا بصبح قريب لكن صبحه سرعان ما تلاشى وعادت حليمة لعادتها القديمة بل ورخصت وظهرت أفران جديدة بعبيد جدد وفي آنتظار ضحايا جدد .ولنعد لقضية الطفلة " زينب " التى يبدوا أنها نمودج للطفولة المغربية المغتصبة والمصادرة فقد كان أولى لها أن تعيش طفولتها العادية تلعب مع من هم في سنها وأن تحمل المحفظة إلى المدرسة بدل أن تحمل بين أصابعها الضعيفة الجفاف والكراطة فذاك أبسط حق وجب أخلاقيا للدولة أن توفره لأبناء الشعب بدل الضحك على الذقون والثرثرة الفارغة حول ما يسمى " بالمليون محفظة " التى لا ندري حقيقة من يستفيد منها إذا كان ملايين المغاربة في القرى والمدن ممن هم في سن التمدرس محرومون من المدرسة بعد أن اصبحوا خدما / عبيدا في منازل الأسياد أو غادروا المدرسة في سن مبكر (الهدر المدرسي ) كحالة الطفلة زينب التى نشك أنها أرسلت يوما للمدرسة لكن يبدوا أن مدراس الجلادين وحدها قدر الفقراء الذين أتخنوا جوعا .مظاهر العبودية أيضا لا تنحصر في الخادمات وحسب، حين يتعلق الأمر بذوي البشرة السوداء في المغرب يتجلى ذلك حين ينتعث هؤلاء بأوصاف تحقيرية مقيتة " عزوة " و" الفحمة " و" شكارة د الفحم " ألخ أو بألفاظ ملطفة نوعا ما ك " الشكلاط " و" اللوين " لكنها تبقى الفاظا عنصرية هناك أيضا الأمثال الدراجة كهذا المثال الذي وقعت عيني عليه صدفة " عشرة د الكوحل كيتشاركوا في عقل حمار " ألم أقل لكم إن زمن لنكولن ربما يكون أرحم من زمن عبيد المغرب الله أعلم أسودعكم الله.