وذلك فجر يوم الخميس 28 شعبان 1430ه الموفق ل 20 غشت 2009م ودعه جمهور غفير من محبيه وعارفي فضله بعد صلاة العصر ودفن بمقبرة مرشان.والأستاذ أبو بكر اللمتوني يمثل جيلا من ثقافة الرواد بمدينة طنجة والمغرب، كتب في الصحف والمجلات المغربية والعربية، وكان رحمه الله لا يبخل على صحيفته المفضلة جريدة طنجة بمقطوعات وقصائد شعرية تجسد حبه وشغفه بعشيقته وفاتنته مدينة طنجة، مسقط رأسه. وألف في الرواية والقصة والكتاب المدرسي، ونشر بعض شعره في ديوان. وساهم منذ نهاية الخمسينات في بناء العملية التربوية، فكان أستاذا للتعليم الثانوي ثم مديرا به، ولما أحيل على المعاش، اشتغل بالعدالة زمنا ثم أخلد إلى الراحة بين كتبه وبنات فكره ينقح ويبدع، فوجد نفسه في الثقافة والأدب، وكان رحمه الله قد تربى على حب الوطن في بيئة ضمت خيرة شيوخ طنجة، من رجال الوطنية، شيخه وأستاذه العلامة سيدي عبد الله كنون وصهره العلامة سيدي العربي التمسماني، ورصفائه مصطفى الخمال والمختار الوسيني وعبد الرحمن أنجاي، ومُجايليه من شباب الثقافة والوطنية بطنجة، أحمد بوكماخ وأحمد الحرشني ومحمد عبد الواحد بناني ومحمد الصنهاجي ومحمد العشاب ومحمد الريفي، فقد ودعهم إلى المثوى الأخير بقصائد رثاء عبر فيها عن مكنون نفسه الطيبة وصفاء قلبه الطاهر وإخلاصه لمعاشرتهم رحمهم الله جميعا.إن طنجة لن تنسى له تلك القصائد الجميلة التي خلد فيها مدينته، ولن تنسى أساه على هذه المدينة بعد أن صارت أصداء لمدينة الحجارة، فهو ابنها البار الذي تأثر كما تأثر أبناؤها البررة الآخرون لعملية الإصلاح والترشيد التي قادها جلالة الملك محمد السادس في طنجة وفي كل أنحاء المغرب السعيد.رحم الله أخانا وصديقنا العزيز وأثابه على ما قدم لبلده ووطنه وعزاؤنا فيه لأسرة طنجة الكبيرة وأسرته الصغيرة زوجته وأبنائه وجعله من المقربين في جنة النعيم.إنا لله وإنا إليه راجعون