في أفق بلورة استراتيجية عمل مندمجة تتوخى تعزيز صيرورة الإقلاع الاقتصادي التنموي المنشود بإقليم تاونات ضمن مقاربة شمولية قوامها التماسك والتكامل في الأدوار والوظائف بين مختلف قطاعات ومجالات التنمية، وكذا الاستغلال الأمثل والعقلاني لإمكانيات التنمية بالإقليم، عقدت اللجنة التقنية الإقليمية للتنسيق بتاريخ 25 ماي 2006، بمقر عمالة الإقليم لقاء تواصليا، خصصت أشغاله لاستعراض المؤهلات السياحية وآفاق تنمية السياحة القروية بإقليم تاونات، وذلك تحت رئاسة السيد محمد فتال عامل صاحب الجلالة على الإقليم وبحضور السيد الكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الإقليمي ونواب ومستشاري الإقليم بالبرلمان ورؤساء المصالح الخارجية ورؤساء المجالس الجماعية والجمعيات المهتمة بالمجال التنموي. وقد تميز هذا الاجتماع بتقديم عرض معزز بالصور من طرف السيد المندوب الجهوي للسياحة بفاس، أبرز فيه الأهمية البالغة التي يكتسيها قطاع السياحة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية سواء تعلق الأمر بالدول المتقدمة أو السائرة في طريق النمو باعتباره إحدى أهم السبل لخلق الثروة وإعادة توزيعها داخل المجتمعات وإنعاش الشغل وتحريك دواليب الاقتصادات المحلية، مشيرا إلى أن هذا القطاع يقع في صلب الانشغالات الوطنية الأساسية ويحظى باهتمام متزايد من طرف الدوائر الحكومية جسدته بالخصوص رؤية 2010 التي يلتزم في إطارها القطاعان العام والخاص مند سنة 2001 بإنجاز الأوراش الكبرى المتمثلة أساسا في تطوير المنتوج السياحي الوطني، تحسين النقل الجوي، التكوين، التسويق، وإعادة هيكلة القطاع. وأشار السيد المندوب أنه في سياق هذه الرؤيا المتكاملة الأبعاد، يندرج مخطط التنمية السياحية الجهوية الذي يستهدف تطوير الأقطاب السياحية ارتكازا على المنتوج السياحي الأساسي الذي تتمحور حوله مختلف أنواع الأنشطة المكملة وكذا المناطق المحيطة بالقطب المزمع تطويره وتنميته، موضحا انه تم في هذا الإطار التركيز على المنتوج الثقافي بفاس باعتباره الرافعة الأساسية للتنمية السياحية لجهة فاس وكذاالأقاليم المجاورة ومن ضمنها إقليم تاونات، باعتبارها أقطابا مكملة تساهم في تنويع وإغناء المنتوج السياحي لمجمل المنطقة.وفي هذا الإطار، فقد أشار إلى أن إقليم تاونات يتوفر على مؤهلات سياحية طبيعية تتميز بالتنوع والغنى، تتمثل في السدود والأنهار والجبال والمنابع المائية والغابات الشاسعة والمجالات الطبيعية والمواقع السياحية الأثرية، والتي ذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر: سد الوحدة، الذي يعد من بين أضخم المنشآت المائية بالمملكة . المنابع المائية لبوعادل، بجماعة بوعادل، دائرة تاونات. غابة جبل ودكة بجماعة ودكة دائرة غفساي. قلعة أمركو الواقعة بتراب جماعة مولاي بوشتى، دائرة قرية ابا محمد. ضاية فرط النجوم بجماعة ودكة.الجبال الصخرية لبني ونجل تفراوت، دائرة تاونات. بحيرة سد أسفالو بجماعة تمضيت دائرة تاونات. مغارة جبل تفلواست ببني بربر قيادة بوهودة، دائرة تاونات. الموقع الجبلي لأسطار ببلدية تاونات، مضيفا أن الإقليم يتوفر كذلك على تراث ثقافي وفلكلور متنوع ) الطقطوقة الجبلية، الهيت، أعيوع( بالإضافة إلى مهرجانات ومواسم مختلفة من بينها على الخصوص مهرجان الفروسية بتيسة ، وموسم مولاي بوشتى الخمار بدائرة قرية ابا محمد، فضلا عن عدة أنواع من فنون الصناعة التقليدية كالفخار بدوار عين بوشريك التابع لجماعة الوردزاغ، دائرة غفساي، وصناعة القفة بجماعة مولاي بوشتى والأواني الخشبية بجماعة بوعادل والدرازة بقرية أولاد آزم التابعة لنفس الجماعة، إلى جانب معاصر الزيتون التقليدية والمنتجات الفلاحية التقليدية.هذا ولضمان استغلال هذه المؤهلات في تكوين وصياغة منتوج سياحي متنوع، فقد استعرض السيد المندوب الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها في هذا الإطار، والتي لخصها في تدابير تتعلق بالإنعاش السياحي من خلال القيام بإعداد بنك للمعطيات خاصة بالمؤهلات السياحية المتعلقة بالمنطقة وتدابير خاصة بالتهيئة السياحية عبر إحداث تجهيزات وخلق بيئة سياحية مناسبة كباحات الاستراحة والتنزه والتخييم على طول المدارات السياحية، وتهيئة مجالات الصيد والقنص والتشجيع على إقامة بنيات للإيواءتتلاءم وطبيعة المنطقة كالمآوي السياحية الجبلية، بالإضافة إلى تدابير خاصة بتكوين المرشدين السياحيين من أبناء المنطقة وتدابير خاصة بالتنشيط السياحي.غير أن استثمار هذه المؤهلات وتعبئتها لتقوية فرص التنمية المحلية يتطلب من منظور السيد عامل الإقليم تظافر جهود جميع الفاعلين من قطاعات حكومية ومنتخبين وقطاع خاص ومجتمع مدني، داعيا الجميع إلى الانخراط في صياغة خطة محكمة واضحة الأهداف والمعالم تتوخى تجهيز المواقع السياحية المتوفرة والتعريف بها لتحفيز المستثمرين على استغلالها كوجهة سياحية جديدة تساهم في تحقيق الأهداف المرسومة في إطار رؤية 2010 الرامية إلى استقطاب 10 ملايين سائح، ولأجل ذلك طالب بتكوين لجنة تضم كلا من المندوبية الجهوية للسياحة بفاس والمجلس الجهوي للسياحة لجهة فاس-بولمان وجمعية المآوي السياحية بالأطلس ورؤساء المجالس الجماعية بالإقليم تسهر على إعداد برنامج طموح لإخراج بعض المشاريع السياحية في مجال السياحة الجبلية إلى حيز الوجود، على غرار التجارب الناجحة ببعض أقاليم المملكة .وفي عرضه، تطرق رئيس جمعية المآوي السياحية بالأطلس إلى تجربة الجمعية بالأطلس وخاصة فيما يتعلق بالتأطير وشروط الانخراط في الجمعية والنتائج الإيجابية التي حققتها التجربة سواء بإقليمإفران أو بعدد من الأقاليم الأخرى، كما تحدث رئيس جمعية وكالات الاسفار بجهة فاس - بولمان عن الخاصيات والمكونات التي يجب أن تتوفر في المنتوج السياحي حتى يكون في مستوى تسويقه بالطرق والوسائل العصرية والحديثة.وركزت التدخلات حول أهمية دراسة هذا الموضوع ، وعبر المنتخبون ومختلف الفاعلون الحاضرون في هذا اللقاء عن استعدادهم الانخراط التام في إنجاح هذه التجربة على مستوى إقليم تاونات، ملتمسين من الجهات المسؤولة ضرورة إحداث مندوبية إقليمية للسياحة بتاونات قصد السهر على التدبير والتأطير الإداري والتقني والمجالي لهذا القطاع البكر والحيوي والواعد بالإقليم .