د.عبدالله الغريب غالبية الصحافيين قاموا بحملة منظمة تناولت سياسة وخصوصيات أهل بيت السيد «حسن نصر الله» الأمين العام لحزب الله اللبناني،وانه عميل لإيران، وخادم الملالي، وعدو العرب، لأنه ابدى رأيه وانتقد موقف وسياسة الحكومة المصرية فى إغلاق معبر رفح فى وجه أهل غزة. لا يمكن لأحد الصحافيين فى اغلب دولنا العربية، حتى على غير قصد، ان ينتقد رأي الحكومة، وإلا تعرض للاهانة، واستبيح دمه، واتهم بالخيانة، وانه عميل لجهة معينة،وهذه مصيبتنا فى الدول العربية، على عكس الصحافيين فى الدول الغربية يتدخلون فى أدق التفاصيل ويردون على التصريحات الحكومية دون ان يعترضهم احد أو يتعرضوا لأذى أو نقد من الحكومة، فلماذا يعتبر الصحافي العربي المختلف مع سياسة حكومته، أو مختلف مع بعض المواقف لبعض التيارات بأنه سيئ؟ أو أنسان غير محترم بسبب مواقفه؟ واسأل ذلك السؤال ولا أجد ما يبرره، وأقول ذلك، حيث أني لاحظت ودهشت كثيرا عند زيارتي للقاهرة فى إجازة الربيع، من الصحافة المصرية، والأسلوب الهابط لكتابة بعض الصحفيين المصريين، وكيف أنهم أطلقوا السهام والعنان لأقلامهم، والذي لا يكون فى اغلب الأحيان بعيدا عن سياسة الحكومة، حيث أنى لاحظت ان غالبية الصحافيين قاموا بحملة منظمة تناولت سياسة وخصوصيات أهل بيت السيد «حسن نصر الله»الأمين العام لحزب الله اللبناني، وانه عميل لإيران، وخادم الملالي، وعدو العرب، وما إلى ذلك من ألقاب وضيعة للسيد، لماذا كل ذلك؟ الجواب : لأنه ابدى رأيه وانتقد موقف وسياسة الحكومة المصرية فى إغلاق «معبر رفح» فى وجه أهل «غزة»، وصدور بيان من الخارجية المصرية بأنه «عميل ايراني»، واثر ذلك انطلقت الأبواق الحكومية بالتعرض لهذا السيد الجليل، والتعرض لأهله وانه غير مؤدب، فالاختلاف فى وجهات النظر لا يجب ان يقابله التعرض لذات الإنسان ولأهله والطعن فى وطنيته، وشرفه،هذا دليل ضعف الحجة لدى هؤلاء الصحفيين، ودليل أنهم رسبوا فى أول اختبار لهم فى نقل الخبر قبل تعميمه، لذا وجب على السياسات الخارجية لبعض الدول العربية تفنيد الانتقادات، والرد عليها بعدة حجج، دون التعرض لذات الإنسان ودون التعرض لأهله، ووطنيته قال تعالى «ألا تزر وازرة وزر أخرى» وخاصة إذا الرأي من سيد جليل أو من رئيس دولة إسلامية أو عربية، والكبار يقاس قدرهم بمدى سعة صدورهم واستعلائهم فوق المهاترات وصغائر الأمور، لذلك ليس صحيحا كل من ينتقد موقفا سياسيا لحكومة عربية يعد انسانا خائنا لوطنه وجاسوسا لدولة اولجهة ما.لكن مشقتنا فى صحافتنا فى بعض الدول العربية، تسعى إلى تذويب الأوطان فى الأشخاص لتضفي على الآخرين حصانة ترهب الناقدين، وانهم أعداء الوطن، وخائن له، لذا أدعو الإخوة الصحفيين مخاطبة المخالفين من المسئولين والرؤساء والقادة بلغة حضارية محترمة، وبلغة البلد المحترم الذين يعيشون فيه، فمثل ما لنا رأى مخالف لرأيهم، فهم أيضا لهم آراء مخالفة لرأينا و«الاختلاف فى الرأي لا يفسد فى الود قضية»ولا يفسد العلاقة بين زملاء المهنة، بل يجب ان يكون من صميم الرقي ودليلا للرقي فى الكلام فى الرد على الآخرين.