استضاف برنامج "حوار" المجاهد الكبير الحاج حميد شباط من أجل الإدلاء بآرائه حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.ومما استأثر باهتمام المتتبعين عموما والفاعلين الاجتماعيين خصوصا تصريحه بما يفيد أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل في عهد حكومة السيد إدريس جطو رفضت مقترح الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بخوض إضراب وطني في قطاع الوظيفة العمومية تحت تبرير(مضحك) أنها (أي الفيدرالية) مشاركة في الحكومة!!!! والحقيقة أننا كمكتب مركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل قرأنا خبر الإضراب في الصحف الوطنية كأيها الناس ولم نتوصل بأية دعوة لمناقشة أو للتنسيق حول الإضراب. وقد أثار هذا التصريح الذي لا يمكن تصنيفه إلا في خانة المغالطات استنكار العديد من الفيدراليات والفيدراليين وحتى العديد من المناضلين والمسؤولين في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذين أكدوا على ضرورة تضافر الجهود المشتركة من أجل خدمة الشغيلة المغربية عوض الدخول في حروب صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.إن هذا التصريح يستدعي توضيح العديد من الأشياء الأساسية : أن حميد شباط لم يسبق له أن حضر أي اجتماع مشترك بين قيادتي الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب وخلال هذه الاجتماعات لم يتم التطرق أبدا لأي قرار بخوض إضراب وطني إنذاري في قطاع الوظيفة العمومية.أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل منظمة نقابية مسؤولة وظيفتها هي الدفاع عن مطالب الشغيلة المغربية والارتباط بالحركة الديمقراطية من أجل الدفاع عن الحريات العامة وإقرار دولة الحق والقانون وليس من وظائفها المشاركة في الحكومة كما ادعى ذلك الحاج شباط الذي يظهر أنه يجهل أبسط أدبيات العمل النقابي.أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تحرم على نفسها التدخل في الشأن الداخلي لأية مركزية نقابية كانت كما أنها تحترم كل قرار اتخذته نقابة معينة مهما كانت درجة تباعده مع قراراتنا حرصا على الاحترام المتبادل واحترام استقلالية كل منظمة نقابية.أن حميد شباط أراد أن يمرر رسالة مفادها أن إضراب 13 فبراير 2008 الذي قررت منظمتنا النقابية خوضه في جميع قطاعات الوظيفة العمومية والجماعات المحلية موجه ضد السيد الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي أمين عام حزب الاستقلال الذي نكن له كل الاحترام كحزب وطني قدم أعمالا جليلة لهذا الوطن.إن إضراب 13 فبراير 2008 الذي عبر نجاحه الكبير عن كونه ضرورة استجابت لانتظارات الشغيلة المغربية تم اتخاذه لتحسيس الحكومة بخطورة الوضعية الاجتماعية التي تجتازها بلادنا ولدعم المشروع الوطني الديمقراطي الذي تقوده القوى الديمقراطية ومن بينها حزب الاستقلال.ولكل هذا نهمس في أذن الحاج المجاهد حميد شباط أن النقابة الوطنية للتعليم مثلا بقيادة المرحوم عبد الرحمان شناف صديق أخينا محمد بنجلون الأندلسي خاضت نضالات في عهد حكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وتعرضت لتدخل عنيف أمام وزارة المالية من طرف الأمن.كما أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل نظمت إضرابات ووقفات احتجاجية واعتصامات في عهد حكومة السيد إدريس جطو في قطاعات العدل والصحة والمالية والجماعات المحلية والأرصاد الجوية والطاقة والمعادن والمتصرفين والتقنيين والموظفين المجازين غير المصنفين في السلم العاشر وبنك المغرب وغيرها تم تتويجها بوقفة احتجاجية مشتركة مع الاتحاد العام للشغالين للدفاع عن الحريات النقابية بباب الأحد بالرباط يوم 26 ماي 2007 تعرض خلالها الفيدراليات والفيدراليون لتدخلات عنيفة لرجال الأمن ولم يكلف عميد المجاهدين الحاج حميد شباط نفسه عناء حضور هذه الوقفة والمشاركة فيها ودعمها أو حتى الاتصال للتضامن بصفته عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام.ونكتفي بهذه الأمثلة لنوضح لجناب العمدة أن النضال الفيدرالي لم ينطلق فقط من تنصيب الأستاذ عباس الفاسي وزيرا أولا، لذلك كفى من المغالطات ومن التهريج.أن التنسيق مع إخواننا في الاتحاد العام للشغالين نعتبره في الفيدرالية الديمقراطية للشغل اختيارا استراتيجيا لا يمكن للخزعبلات الصغيرة أن تؤثر فيه كما أن منظمتنا النقابية لن تسقط في فخ مجموعة من الجهات التي يقلقها العمل النقابي المشترك بين المركزيات النقابية.FDT [email protected]