ما هي المتطلبات التي تفرضها منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الدول المتطلعة إلى الانضمام إلى الحلف للفوز بالعضوية فيه؟الجنرال في الجيش، بانتز كرادوك، قائد القيادة الأميركية الأوروبية والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي، يقول ردا على ذلك إنه "يتعين، بشكل خاص، على الدول الساعية إلى الانضمام إلى عضوية الحلف أن تكون قادرة على إثبات كونها في موقف تستطيع فيه دفع عجلة مبادئ معاهدة واشنطن لسنة 1949 (التي تأسس الحلف على اساسها) والمساهمة في أمن المنطقة الأوروبية-الأطلسية. كما أنه يتوقع منها أن تستوفي أهدافاً سياسية واقتصادية وعسكرية معينة، منصوص عليها في دراسة سنة 1995 حول توسعة ناتو".وتتضمن هذه الأهداف ما يلي:- أن يكون لدى كل دولة نظام سياسي ديمقراطي يؤدي مهماته ويرتكز إلى اقتصاد السوق.- أن تعامل كل دولة الأقليات السكانية ضمن إطار توجيهات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.- أن تعمل كل دولة على حل النزاعات القائمة بينها وبين الدول المجاورة لها وتلتزم بتسوية النزاعات سلميا.- أن تملك كل دولة القدرة على، وترغب في، المساهمة عسكرياً في ناتو وتحقيق قدرة معداتها وأنظمتها وقواتها على العمل بشكل متكامل مع قوات الأعضاء الآخرين.- أن تلتزم كل دولة بعلاقات مدنية-عسكرية وهيكليات مؤسسات ديمقراطية.وقد وردت تفاصيل الآلية الخاصة بالدول الراغبة في الانضمام إلى الحلف في خطة العمل الخاصة بالعضوية (المعروفة اختصاراً باسم ماب)، التي تقدم منظمة حلف شمال الأطلسي من خلالها النصح والإرشاد والمساعدة والدعم للدول أثناء تهيئتها نفسها للانضمام إلى الحلف. وقد تم الكشف عن خطة العمل في أبريل 1999، خلال قمة الدول الأعضاء في ناتو في واشنطن، وهي القمة التي أصبحت فيها بولندا وهنغاريا والجمهورية التشيكية أول دول جديدة تنضم إلى المنظمة الأمنية، التي أصبحت تضم الآن 26 دولة عضوا.ويتم تنظيم ورش العمل والاجتماعات الفنية للدول الطامحة إلى الانضمام إلى الحلف. كما يتم تقديم تقارير رسمية حول التقدم الذي تم إحرازه في خطة العمل الخاصة بالعضوية خلال الاجتماعات التي يعقدها وزراء خارجية ووزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة الحلف في فصل الربيع من كل سنة.وقد نشطت كل من ألبانيا وكرواتيا وجمهورية مقدونيا، التي كانت جزءاً من يوغوسلافيا سابقا، في العمل على تحقيق أهداف "ماب" في الفترة السابقة لقمة بوخارست في 2-4 أبريل 2008. وكانت ألبانيا وجمهورية مقدونيا قد أصبحتا دولتين من دول "ماب" في أبريل 1999 وانضمت كرواتيا إليهما في ماي 2002.وقد قامت كرواتيا، على سبيل المثال، بوضع وتحقيق أهداف محددة تتعلق بالإصلاح السياسي والعسكري وإصلاح قطاع الأمن. وتضمنت هذه الإصلاحات إجراءات لمكافحة الفساد وتعزيز المؤسسات الديمقراطية وتطبيق إصلاح النظام القضائي.وكانت خطة العمل الخاصة بالعضوية الخاصة بألبانيا شبيهة بخطة عمل كرواتيا. كما اتخذت أيضاً إجراءات لتحسين الإدارة العامة وتحسين العلاقات مع الدول المجاورة لها.وقال رئيس مقدونيا، برانكو كرفنكوفسكي، إن بلاده استوفت جميع المعايير المشترطة لتوسعة ناتو. وأضاف قائلاً لصحيفة ساوث إيست يوروبيان تايمز إن لدى مقدونيا وألبانيا وكرواتيا الكثير الذي يمكنها المساهمة به في مجال المحافظة على الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن ذلك أصبح صحيحاً بشكل خاص بعد إعلان كوسوفو استقلالها أخيرا.وأوضح الجنرال كرادوك أن "المحادثات الخاصة بالانضمام تتلو الدعوة الرسمية. وهي أمر يخضع لسلطة مقر منظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل (بالبلجيك) وتشارك فيها فرق من ناتو وممثلون عن الدول التي تطبق خطة العمل الخاصة بالعضوية".وأردف: "أعتقد أن توسعة ناتو كانت نجاحاً تاريخيا، وقد عززت قوة حلفنا وكانت حافزاً قوياً على تعزيز الإصلاحات الديمقراطية بين الدول الطامحة إلى الانضمام".وقال كرادوك إنه في حين أن هناك عنصراً عسكرياً في "ماب"، وفي حين أن قيادة عمليات الحلف ما فتئت تعمل مع الدول الثلاثة النشطة في "ماب" في مجال الإصلاحات الدفاعية والعسكرية، إلا أن قرار التوسعة قرار سياسي يخضع لحكم الدول ال26 الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي. وقال حول ذلك: "إنه ليس قراراً عسكرياً استراتيجياً، وليس قراراً سياسياً أشارك في اتخاذه".وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جوزيف بايدن، إن تحقيق جميع الأهداف المحددة في خطة العمل الخاصة بالعضوية "ليس خطوة لا يمكن تغييرها، لا بالنسبة للدولة التي تقدمت بطلب الانضمام ولا بالنسبة للحلف." وأضاف أن طول الفترة الزمنية التي تنقضي قبل توجيه الدعوة للانضمام إلى الحلف يتوقف إما على رغبة الحلف أو على الوقت الذي تحتاجه الدولة المتقدمة بطلب الانضمام.ومضى إلى القول إنه "ينبغي الحكم على كل دولة على أساس المعايير المعمول بها، بناء على جدارتها." وأضاف أنه يجب أن تتم الموافقة على قرار توسعة الحلف بالإجماع".من جهة أخرى، أطلق عدد من الخبراء العسكريين الغربيين تحذيرات غير مسبوقة تبرز الخشية على أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يواجه مخاطر التفكك والانهيار نتيجة ضعف الحماس لتمديد ودعم الحل العسكري في أفغانستان. وهو ما قالت الحكومة البريطانية صراحة أمس إنه ليس الحل للمأزق في هذا البلد، بينما لوحت الولاياتالمتحدة لحلفائها ب مخاطر انقسام الحلف إن تراخوا ولم يعززوا قواتهم، في وقت رأى خبراء أن الحلف يمر في أسوأ مراحله. وكان هذا التحذير واضحاً بقوة في تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي تخشى بلاده انحساراً في دعم حربها ضد الإرهاب داخل الحلف، بقوله إنه يجب ألا نسمح بتقسيم الحلف إلى قسمين أحدهما مستعد للكفاح والآخر غير مستعد. وبدا متخوفاً من أن حدوث هذا التطور وتبعاته قد يؤديان إلى انهيار الحلف، لذا طالب بتكاتف الحلف في أفغانستان لمواجهة التحديات مع عدم إجبار أي شريك في الحلف على القيام بمهام تفوق قدراته في المعارك والمسؤوليات. من ناحية، أخرى انتقد الوزير الأميركي ضعف الدعم الأوروبي في الحرب على الإرهاب، وقال إن التهديدات من جانب الإسلاميين المتطرفين حقيقية ولا تختفي. وطالب الحكومات الأوروبية بتوعية السكان نظراً لضعف التأييد المتوفر بين أوساط الرأي العام الأوروبي. من جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند على أن الحل في أفغانستان ليس عسكرياً، واعتبر أن الخيار العسكري يمكن أن يفسح المجال فقط أمام تنفيذ عمليات التنمية وإعادة الإعمار، ودعا إلى التحرك نحو مرحلة جديدة من العمل في هذا البلد. وفيما دعا ميليباند إلى تجنيب أفغانستان مزيداً من التفتت وإلى تغيير الاستراتيجية لجهة الجمع بين العمل العسكري الفوري والتنمية الاقتصادية وتطهير الحكومة.. قال عدد من الخبراء والمحللين العسكريين ان هزيمة حلف شمال الأطلسي في هذا البلد الآسيوي يعني نهايته. وقال الخبير في الشأن الأفغاني في المعهد الإستراتيجي البريطاني للدراسات الدفاع والأمن مايكل وليام ان الوضع في أفغانستان يعتبر في أخطر مراحله ما يعني أن حلف شمال الأطلسي في طريقة إلى النهاية إذا لم يتم تدارك الموقف.