تعتبر من الظواهر الحديثة ، وليدة القرن الواحد و العشرين بامتياز ، إنها السلفات الصغرى ، من أمانة أو زاكورة أو غيرها من التسميات التي اختارها لها مؤسسوها بهذف تقديم مساعدات لصغار التجار و المستثمرين و المساعدة على خلق مقاولات او شبه مقاولات . ربما لم يخطر على بال صاحب فكرة هدا النوع من المؤسسات أن النساء سيكن من السباقات و الرائدات في التعامل مع هذه المؤسسات.ففي كل صباح يصطف عدد من النساء بجلالبيبهن التقليدية احيانا و بلباس عصري احيانا اخرى حاملات لنسخ من بطائقهن الوطنية بإنتظار فتح أبواب الجمعية، مابين 2000 و 20000 درهم تتراوح مبالغ السلفات الممنوحة للمستفيدين مع الإتفاق على قيمة الدفعات و الفترات مابين أسبوعية أو نص شهرية أو شهرية و ذلك حسب أقدمية الزبون و الهدف من السلف الذي هو اساسا خلق أو إنعاش ‘سثتمارات أو تجارة صغيرة غير أن القروض لم تصرف دوما في تمويل مشاريع ، بل استخدمها الكثير من الأشخاص كثيرلا منهن نساء في قضاء أغراض أخرى ، كفك ضائقة مالية أو دفع فواتير لماء او كهرباء أو غيرها ... ، كما صادفت نمادج غريبة لنساء حصلن على 1000 او 2000 درهم كقرض لمشروع وهمي استخدمنه في شراء أثواب أو دفع ثمن تفصيلها وتخييطها بالتالي انتهت فكرة المشروع عند خياط الحي و لباس تتباهى به النسوة في الأعراس و المناسبات حيث يكثر استعراض أخر صيحات موضة اللباس التقليدي. الإشكال المطروح هنا ذو شقين ، فالشق الأول يتعلق بالمؤسسة الجمعية ذاتها، التي من المفترض أن لها دور في تتبع مسار المشاريع و الإطلاع على مجريات الأمور ، فكيف تمنح قروضا لتمويل أمور بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله .أما الشق الثاني فيثمتل في عدد من هؤلاء ممن أغرقن أنفسهن في قروض عديدة من جمعيات متعددة و بددن الأموال في أمور غير الإسثمار ، كيف ستستطيع هذه النسوة الغارقات عن جهل او فقر تسديد مابذمتهن من أقساط ، نماذج عديدة منهن من لجأت إلى أخد قروض جديدة لتسديد القرض القديم وهكذا تظل في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها ، فبدلا من أن يساعدها القرض في تحمل أعباء الحياة عن طريق عملية اسثمارية مهما كانت صغيرة أو شراء أدوات تساعدها في ممارسة حرفة تعود عليها بدخل و لو بسيط بدلا من ذلك أصبح القرض عبئا إضافيا على اعباء و مصاريف أخرى.في حالات أخرى و بعد أن ورطن أنفسهن و أصبحن مطالبات بأداء المبالغ المتفق عليها دوريا أصبح معيل الأسرة من اب أو أم أو زوج مضطر أن يتحمل هذه النفقات مضيفا غياها إلى قائمة طويلة لإعالة الأسرة.وحالات كثيرة لنساء لجأن للقروض الصغيرة كحل لمشكلة فإذا بهم أمام سلسلة مفتوحة من المشاكل اللامنتهية ، رغم هدا لايمكن تأنيت المسألة و إعتبار الموضوع شأن نسائي فكثير من الرجال ربما وقعو او معرضون للوقع في نفس المشكل كالمرأة تماما عن جهل أو فقر.