عقدت اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي دورتها الخامسة بالمقر المركزي للحزب بالرباط يوم 16 مارس 2008, و قد وقفت اللجنة المركزية في بداية أشغالها على تحسن الحالة الصحية للأخ أحمد بنجلون الكاتب العام للحزب متمنية له الشفاء العاجل ليتمكن من مواصلة مهامه النضالية و القيادية ف أقرب الآجال.كما اطلعت على المضايقات التي يتعرض لها الأخ محمد بوكرين بسجن بني ملال معبرة بالمناسبة على إدانتها و استنكارها و مطالبتها بإطلاق سراحه فورا.و بعد مناقشتها لتقرير الكتابة الوطنية الذي تقدم به الأخ عبد الرحمن بنعمرو الذي تناول بالتحليل والنقد تطورات الوضع الوطني والدولي, و بعد استحضارها لطبيعة المرحلة و ما تحفل به من مخاطر على استقرار البلاد و مستقبلها تؤكد و تعلن الحقائق و المواقف التالية: _ إن تجاوز الأزمة العميقة للوضع السياسي و مضاعفتها الخطيرة على تطور بلادنا و استقرارها, يتوقف على التغيير الدستوري و المؤسساتي على قاعدة السيادة الشعبية و الفصل الحقيقي و الفعلي بين السلط و توازنها و استقلال القضاء و احترام حقوق الإنسان في كافة المجالات, أما السعي لإعادة هيكلة الحقل السياسي بشكل مخدوم فمآله الفشل. _أن الأسباب الجوهرية للأزمة الاقتصادية و الاجتماعية التي تفاقمت هذه السنة تكمن في طبيعة النظام السياسي و الاقتصادي القائم على اقتصاد الريع و الاحتكار و نهب الأموال العمومية و ضعف الإنتاجية و غياب التغطية الاجتماعية للأغلبية الساحقة للمواطنين و فرض اختيارات طبقية ضيقة الأفق تخدم بالأساس مصالح الأقلية المسيطرة على أكبر حصة من الثروة الوطنية و الخضوع للمؤسسات المالية الدولية و الشركات المتعددة الجنسية التي لا يهمها الأرباح, على حساب المصالح الحيوية للجماهير. _ إن الوضع الوطني قد أصبح مشحونا بكل أسباب التوتر والقلق نتيجة تجاهل الدولة لتفاقم الأزمة و لمطالب المركزيات النقابية العبرة عن احتياجات كل فئات الشغيلة المغربية و حقوقها المشروعة في الشغل و التعليم و الصحة و السكن و النقل.. ولجوءها كعادتها دائما إلى قمع الاحتجاجات الجماهيرية التي جاءت كرد فعل طبيعي على تدهور الأوضاع المعيشية للجماهير. انطلاقا من التشخيص الموضوعي لأوضاع اليسار في هذه المرحلة, تؤكد اللجنة المركزية أن وحدة الفصائل اليسارية, قد أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لكن إنجاز هذه الوحدة يقتضي من الجميع الالتزام بمبادئ وثوابت النضال الديمقراطي التقدمي خطابا و ممارسة وفي مقدمتها التغيير الدستوري و المؤسساتي, و مراجعة كل المواقف التي أدت إلى تفشي الإحباط و اليأس و النفور من العمل السياسي في صفوف المناضلين و عموم المواطنين. _ إن اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في الوقت الذي تؤكد عزم الحزب على الاستمرار بجانب حلفاءه في النضال على كافة الواجهات السياسية و النقابية والحقوقية و الثقافية إلى أن تتحقق أهداف شعبنا في الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية يطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين لأسباب سياسية ونقابية و تجدد دعمها و مساندتها المطلقة للنضال الشعبي الفلسطيني و العراقي في مواجهة الصهيونية والامبريالية.