رغم الحديث الرسمي عن أهمية القطاع السياحي، في التأهيل الاقتصادي للبلاد... ورغم الحديث عن تقوية البنيات التحتية الاقتصادية... ورغم كل ما قيل عن تحديث قطاع النقل السككي، وتوفير خدمات في المستوى للزبناء المسافرين، وتجهيز عربات القطارات بكافة وسائل الراحة، فإن واقع الحال يكذب كل هذه الخطابات، ويؤكد أن دار لقمان لا تزال على حالها. وهذا نموذج ساطع يبين أن لاشيء تغير على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية: انطلق قطار "المغرب العربي" من محطة وجدة، مساء السبت، 29 نونبر 2007، على الساعة التاسعة والربع ليلا، وما كادت العجلات الحديدية للقطار تتحرك، حتى اكتشف المسافرون، في الدرجة الثانية، أن أجهزة التدفئة غير مشغلة، وأن دماءهم تكاد تتجمد في عروقهم، من شدة البرد، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج على تردي الخدمات وانعدام التدفئة، ولم يجدوا أمامهم سوى بعض المراقبين، الذين منهم من تقبل انتقادات المسافرين واحتجاجهم، ومنهم من حاول قمعهم، لتستمر الوضعية على ما هي عليه حتى الرباط، نقطة الوصول، ونهاية رحلة، على امتداد ليلة كاملة، في الجحيم السيبيري، على متن قطار المغرب العربي،ومساء الأحد، خلال رحلة العودة، تكرر المشكل نفسه، وتكررت الاحتجاجات ذاتها، واستمرت الرحلة، إلى وجدة، رتيبة مملة، مزعجة من شدة الزمهرير، الذي اصطكت، من جرائه، أسنان المسافرين، ليتحول السفر، عبر هذا القطار، إلى قطعة عذاب...ولذلك ننصح المسافرين عبر خطوط السكك الحديدية، خاصة ممتطي قطار"المغرب العربي"، اصطحبوا معكم من ملابسكم، وأغطيتكم،ما استطعتم، حتى تخففوا من وطأة البرد القارس، على أجسادكم، وخطره على صحتكم وصحة أبنائكم !فهل بقطارات مثل هذه، وبخدمات بئيسة، مثل خدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية، نقوي تنافسيتنا الاقتصادية، ونجلب 10 ملايين سائح؟ وهل بخدمات لا تحترم آدمية المسافر، ولا تراعي أبسط شروط راحته وصحته، يمكن تشجيع السياحة الداخلية؟ وبما أننا بصدد توديع عام، واستقبال آخر جديد، لا يسعنا إلا أن نقول كل عام وتجهيزات قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية بألف خير. mohamed hakech [email protected]