"تفاحة قابيل" أو "ثقافة القتل" هو عنوان الفيلم الوثائقي للمخرج زكرياء شاهين الذي يحكي قصص الدمار والقتل التي دشنتها الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان وعدد من البقاع عبر المعمور، ويكشف الفيلم الوثائقي الذي يشبه كثير الأفلام الوثائقية للمخرج الأمريكي مايكل مور.."تفاحة قابيل" صورة درامية للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو أكثر الأفلام الوثائقية تداولا لدى الشارع العربي، إذ يعكس الصورة الحقيقية للسلوكيات المضطربة لنفسية الجنود الأمريكيين الذين يقتلون الأبرياء في العراق وأفغانستان بدم بارد، وهو ما أكدت عليه دراسة أمريكية صدرت حديثا تٌشير إلى أن جنديا أمريكيا من أصل أربعة نشروا في العراق وأفغانستان وتولى النظام الصحي الحكومي الأمريكي معالجتهم عند عودتهم، يعاني من اضطرابات عقلية، كما أن الاضطرابات النفسية التي تؤدي على سبيل المثال إلى عنف منزلي فإن معدل المحاربين السابقين الذين يعانون من اضطرابات عقلية يصل إلى أكثر من ثلاثين بالمائة، وإلى جانب ذلك فإن الدراسة التي نشرت في "اركايفز أوف انترنال ميديسين" التابعة ل"جورنال أوف أمريكان ميديكال اسوسيشن" تشير إلى أن أكثر من نصف الجنود (56%) الذين تم تشخيص هذه الاضطرابات لديهم يعانون من أكثر من مرض عقلي.ويحكي الفيلم الوثائقي العربي الأول من نوعه قصة العنف الأعمى وغير المبرر أخلاقيا الذي يمارسه الجنود الأمريكيون في بؤر التوتر عبر مناطق مختلفة في العالم، ويبرز الحصاد الأمريكي المر لاحتلال العراق عمق الجرح الذي يخلفه الأمريكيين في العراق وأفغانستان، كما ينتقد بشدة انفراد الإدارة الأمريكية بالقطبية الأحادية وإقصاء باقي التكتلات في العالم.والحق يقال أنه ليس العراق وحدة وأفغانستان اللذين يدفعان ثمن السياسة الحمقاء للإدارة الأمريكية وفريقها من المحافظين الجدد، ولكن عدد من الدول والشعوب تعاني من التصرفات السلبية للولايات المتحدة، والتي تٌفسد على الشعوب كل أجواء السلام والاطمئنان، وتعبث بالبيئة والإنسان، كما يعرض الشريط صورا مروعة عن حجم الدمار الذي يخلفه الجيش الأمريكي بسبب تورطه في الحروب وعدم احترامه للديمقراطية بالرغم من النداءات المتكررة التي يوجهها من أجل احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان. bouselham mohamed [email protected]