لا يزال تشارلي شابلن يتمتع اليوم بشعبية اكبر من اي وقت مضى ومجموعة افلامه تشاهد في كافة القارات من اليابان الى البرازيل بفضل عمل مكتبة الافلام في بولونيا في ايطاليا التي تقوم بترميمها وشركة "ام كا 2".وبعد ثلاثين عاما على وفاة شابلن في 25 كانون الاول/ديسمبر 1977، لم تتأثر افلامه بمرور الزمن ولا تزال مغامرات الشاب المعروف خصوصا بشاربيه الصغيرين تعرض في صالات السينما في اربعين دولة حتى في بوتان وبنغلادش.لكن لم يكن الحال كذلك في نهاية السبعينات من القرن الماضي اذ ان نسخ الافلام كانت قديمة ولم تعد تعرض في دور السينما فحاول عندها اولاد شابلن اعطاءها نفحة جديدة.وتدافع جمعية شابلن ومقرها باريس عن مصالح الممثل الراحل. وقررت شركة "ام كا2" الفرنسية نسخ افلام المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو المهددة هي ايضا بالزوال على اقراص مدمجة.وقال ناثانييل كارميتز الذي يدير مع والده ماران شركة "ام كا2" ان "هذه الخطوة سمحت لنا باظهار مهاراتنا واثبات وجودنا كشركة رائدة في مجال نسخ الافلام على الاقراص المدمجة".ولشدة اعجباهم باداء هذه الشركة قرر ورثة شابلن في 2001 منح ماران كارميتز مقابل مبلغ مالي لم يكشف عنه، حقوق استثمار 18 من ابرز افلام شابلن لاعادة احيائها في الصالات.واطلقت الشركة الفرنسية حينها عملية ترميم الافلام التي عهدت الى مكتبة الافلام في بولونيا ومختبر "ايماجيني ريتروفاتا" والى شركة "وورنر" ادارة توزيع الاقراص في العالم.وصرح جان لوكا فارينيللي الذي يدير مكتبة الافلام في بولونيا ان "عملية جمع العناصر الضرورية لترميم فيلم والتي يتم العثور عليها في الارشيف او عند افراد في كافة اقطار العالم قد تستغرق خمس او ست سنوات".ففي حال فقدت النسخة السلبية الاصلية للفيلم علينا الاعتماد على نسخ اخرى غالبا ما تكون نوعيتها رديئة و"تحسينها" من خلال تخفيف التباين.وبعد ترميم الافلام الطويلة سينجز مختبر "ايماجيني ريتروفاتا" شريكة مؤسسة "ناشونال فيلم اند تلفيجن اركايف" في لندن وشركة "لوبستر" الفرنسية العام المقبل مهمة ترميم 33 فيلما قصيرا من اصل 35 لشابلن انتجتها شركة "كيستون" في 1914 و1915.ومنذ 2001 بيع حوالى 2.8 مليون من الاقراص المدمجة لافلام شابلن في العالم منها 300 الف في فرنسا و400 الف في الولاياتالمتحدة.وقال ناثانييل كارميتز ان الولاياتالمتحدة "اثبتت انها مخيبة للامال لان ذاكرة الاميركيين قصيرة ولا يهتمون بالافلام القديمة"، مضيفا ان "افلام شابلن تلقى رواجا كبيرا في البرازيل والارجنتين واليابان".وسيرفق كل فيلم ينسخ على قرص مدمج بوثائقي خاص لمدة 26 دقيقة يقرأ خلاله اسم لامع في عالم السينما تعليقا شخصيا على الفيلم.وبانتظار افتتاح متحف تشارلي شابلن في سويسرا وضعت مكتبة الافلام في بولونيا على الانترنت المحفوظات الخاصة بهذه الشخصية المميزة والتي يمكن لرواد الشبكة الاطلاع عليها مجانا.