تهدف النقابات المهنية، بالإضافة إلى ما تنص عليه مقتضيات الفصل الثالث من الدستور، إلى الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية والمهنية، الفردية منها والجماعية، للفئات التي تؤطرها، وإلى دراسة وتنمية هذه المصالح وتطوير المستوى الثقافي للمنخرطين بها. كما تساهم في التحضير للسياسة الوطنية في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي. وتستشار في جميع الخلافات، والقضايا التي لها ارتباط بمجال تخصصها. الداعي الى اكثر من سؤال, هل الواقع النقابي داخل قطاعنا ارتقى الى ممارسة فعلية لعمل نقابي حقيقي يلامس قضايا المستخدمين وهمومهم, ويستميت في الدفاع عن مصالحهم وفي مقدمتها الوضعية المادية التي تنحو في اتجاه تدهور خطير ومؤسف, ام ان الامر ليس الا مجرد مصالح شخصية, بحيث اصبحت بعض النقابات كأداة طيعة في يد الادارة تحركها بالتيليكوموند, وأصبحت تسبح بحمد المسؤولين صباحا مساءا وبالأخص بالجهة الشمالية الغربية ولدينا وثيقة لكاتب وطني يشهد فيها هو وأتباعه بمثالية تصرفات بعض المسؤولين بالجهة, فيا حسرتاه على دور النقابات عندما اصبحث توزع شهادات حسن السيرة والسلوك على المسؤولين الصغار ولعلهم يقبلون يد المسؤولين الكبار اذا لزم الامر, انه زمن الانبطاح والركوع والخنوع والذل لمن اخذوا على عاتقهم تمثيل المستخدمين, لقد قررنا كمناضلين داخل المنظمة الديمقراطية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب, العمل في صمت وعدم التعرض لعورات البعض لان الكل يعرفها والضرب في الميت حرام, لكن فهمهم لصمتنا اتجاههم على انه جبن وضعف زاد من هجمتهم علينا باختلاق الاكاذيب ومحاولة تأليب اسيادهم على مناضلينا, بل دفع ببعضهم الى التكتل والاتحاد في تمازج غريب عجيب بين المتهادنين, حيث يتربع البعض منهم على كراسي الكتابة الوطنية بجهة الغرب فقط عاضين على مناصبهم النقابية بأنيابهم خوفا من ضياع الكعكة, فهل يستطيع ممن احتل مقره واستغلت معداته التي اعطته اياها ادارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وقبل الوصاية والاستغلال ان يدافع عن قضايا المستخدمين؟ النقابة يا قوم ليست بمحمول تمنحه الادارة للكاتب الوطني يتباهى به في المقاهي او وسيلة نقل مقابل سكوت مطبق ابدي وإذا نطق فبتمجيد الادارة واتحدى أي مسؤول نقابي ان يعطينا تفصيلا عن الدعم الذي تقدمه الادارة للنقابات, أين يصرف؟ وعن الاموال المسلمة لعقد المؤتمرات وكيف تم التصرف فيها؟ وعن طلبات النقل (réquisition)وهل تستغل فعلا في التنقلات لأغراض نقابية ام انها وسيلة من اجل تسهيل زيارة دور الاصطياف والأهل والأحباب ومكناس وفاس ومولاي يعقوب للاستجمام, ان منطق البيع والشراء والربح والخسارة اذا دخل الميدان النقابي فاقرأ السلام على المصلحة الجماعية, هذا دون الحديث عن الاستجداء المباشر وطلب المساعدة باسم الجمعيات مع الادعاء ان النقابة ليست بشئ وان العلاقة هي التي يمكن ان تحقق المطالب! حقا نتفق معكم ولكن العلاقة تحقق مطالبكم الذاتية والشخصية, اما النقابة فتحقق المطالب الجماعية وكل ما حققتموه عبارة عن مصالح شخصية لن نتطرق اليها لان الداني والقاصي يعرفها ويعرف رصيدكم النضالي في المنح ومحاضر الجولات التي تستفيدون منها انتم وأتباعكم او ربما غض نظر عن المرتشين اكلي الحرام من اتباعكم. ان انتقادنا لكل المظاهر الفاسدة في الجسم النقابي داخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لا ينفي وجود المخلصين في كل جهة الذين تحركهم المصلحة الجماعية وندعوهم الى تغيير الواقع النقابي المتردي في نقابتهم وعدم ترك الفرصة للانتهازيين والوصوليين وتحية اجلال وإكبار لكل الاوفياء والمخلصين في أي صف كانوا.