تعرض أزيد من 80000 ثمانون ألف شاب وشابة من المواطنين المغاربة لأكبر عملية نصب واحتيال جماعية فيما أصبح يعرف بفضيحة شركة النجاة الاماراتية ، بداية الألفية الثالثة . كان بطلها آنذاك هو زعيم حزب الاستقلال ووزير التشغيل عباس الفاسي.. ومنذ ذلك الوقت ونضالات الضحايا متأججة في جل المدن المغربية مطالبة ب : ** محاكمة المتورطين المسؤولين على فضيحة " النجاة "** جبر الضرر الجماعي للضحايا وعائلاتهم ** التعويض عن البطالة** التعويض عن 13 شهر المبرمة في العقدة الوهمية ** التشغيل في القطاع العام والشبه العام في الداخل** إيجاد عقود عمل بالخارج ... وما إلى ذلك من المطالب .. ومنذ ذلك الحين لم يتقدم هذا الملف المطلبي قيد أنملة .. حوصر الزعيم عباس الفاسي مرات عديدة من طرف الشباب المغربي ضحايا " النجاة " . نذكر منها ما حصل له أثناء المهرجان الذي نظم على شرفه من طرف حزب الاستقلال ، بمدينة تاوريرت ربيع 2002 ، حيث كان له ضحاياه بالمرصاد. فبمجرد صعوده على الخشبة دَوَّت حناجر الضحايا عاليا بشعارات تندد بما حصل لهم وعائلاتهم من سطو وخيانة.. وهذا ما أربك عباس الفاسي الذي لاذ بالفرار، من دون أن ينطق بكلمة . فيما حاولت شبيبة الحزب المنظمة للمهرجان التغطية على موجة الغضب وذلك بإطلاق أغنية " إنى أتنفس تحت الماء إنى أغرق أغرق أغرق.... " لعبد الحلم حافظ..وكان ذلك من دون جدوى ..وكالعادة تدخل رجال القمع وكانت النهاية اعتقالات واسعة في صفوف الضحايا .. .. ورغم كل هذا ، حصل ما لم يخطر على بال العقلاء والمتشبعين بثقافة حقوق الانسان ودولة الحق والقانون ... فمكافأة لعباس الفاسي على تمكنه من ابتزاز وقهر أبناء الشعب المغربي وتلطيخ كرامتهم وتشريد عائلاتهم عين وزيرا من دون حقيبة في الحكومة السابقة ، بعدما كان وزيرا للتشغيل في الحكومة التي قبلها ، ومسؤولا مباشرا عن فضيحة " النجاة " . ولان حجم هذه الكارثة الاجتماعية التي ابتليت بها ألاف العائلات أصبحت مخيفة حيث خلفت عدة مآسي اجتماعية ونفسية ... انتهت إلى تشريد المئات من الأسر والآلاف من الشباب بل وصلت إلى ما لا يقل عن أربع انتحارات في صفوف الضحايا كان آخرهم انتحار الشاب " هاشمي عبد الحكيم "المنسق الجهوي وعضو لجنة التنسيق والحوار لضحايا النجاة بجهة تادلة أزيلال يوم 11 غشت 2005 . وبدلا من أن يتحمل المسؤولية النظام المغربي وحكومته لإنصاف الضحايا ومعالجة هذه القضية ، بإيجاد حلول لمشكلاتهم وذلك بداية بإحالة الجُناة على القضاء وتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب في الجرائم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفرض حل منصف لمعانات الضحايا ... كانت كل احتجاجات الشباب ضحايا " النجاة " ، تواجه بالعصا والقمع والمحاكمات الصورية وما إلى ذلك .. لكن الطامة الكبرى التي نزلت على الشعب المغربي كالصاعقة بعد استحقاقات 07 شتنبر 2007 التي عرفت مقاطعة عارمة تجاوزت 80 في المئة وعقابا له على هذه النسبة المرتفعة جدا . عمدت الحكومة المغربية إلى رفع أسعار المواد الاستهلاكية ( الخبز الحليب الزيت ... ) مع دخول شهر رمضان والدخول المدرسي إلى ما لا يطاق و تم تعيين عباس الفاسي وزيرا اولا للحكومة المغربية المقبلة .. وكأن النظام المغربي يؤطر كل هذا بمطلع تلك الاغنية الشعبية القائل : " ابْغَيْتْ رَبِّي يْخَلَّصْ من هذ الشعب وَعَيْنِي اتْشُوفْ ..." وبذلك تكون إشارة قوية إلى الشعب المغربي والقوى المنحازة إلى صفه بان يعيدوا النظر في آليات النضال من اجل بناء المغرب الممكن ... صور من وحي احتجاجات ضحايا " النجاة "بإقليم تاوريرت على الزعيم عباس الفاسي