حقق الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" لمخرجه الفلسطيني هاني أبو اسعد مكانة عالمية و حاز عدة جوائزدولية في برلين و أمريكا أهمها جائزة الكرة الذهبية لأحسن فيلم أجنبي للسنة. إضافة إلى كونه من الأفلام التي كانت مرشحة لجوائز الأوسكار بهوليود عن صنف أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية ,هذا النجاح و الصدى الطيب الذي حققه الفيلم في الغرب جعل اللوبيات الصهيونية بأمريكا تقود هجمة شرسة ضد الفيلم تحولت من طابع سينمائي إلى طابع السياسة و الهوية ,حيث تم الضغط من اجل تقديم الفيلم في مسابقة الأوسكار بهوليود تحت اسم الأراضي الفلسطينية بدلا من فلسطين بدعوى أن الدولة الفلسطينية لم تقم بعد.رغم تقديمه في برلين تحت اسم فلسطين ,و في إطار هدا الصراع صرح مخرج الفيلم أن أي جدار لن يمنع الفلسطينيين من صنع أفلام تحكي معاناتهم. فالجنة الآن الذي هو من إنتاج مشترك بين كل من فرنسا و ألمانيا و هولندا ,و الإخراج لمخرج فلسطيني و ممثلين فلسطينيين من عرب 48 يحكي قصة شابين لمدة أ ربع و عشرين ساعة قبل تنفيذهما لعملية استشهادية , هما خالد و سعيد اللذان يعملان في ورشة لتصليح السيارات,تأخذ الأمور مسارا آخرا و في آخر الفيلم لا يقوم بالعملية سوى سعيد داخل حافلة للركاب في تل أبيب. في الأوساط العربية تعرض الفيلم لبعض النقد ' فرغم تغيبه عن الشارع الفلسطيني و العربي باستثناء دبي فقد اتهم الفيلم بتغيبه للبعد الأيديولوجي للعمليات الاستشهادية, إضافة إلى تبسيطه شخصية الاستشهادي و تقديمه بمفهوم استشراقي. و عدم تعبيره بدقة على واقع المعاناة اليومية للفلسطينيين, إلا أن أغلب النقاد أجمعوا على كونه قدم فنا راقيا , و نجح في تلميع صورة الاستشهادي الذي حصره الإعلام الغربي في صورة وحش إرهابي, نحج الفيلم في ذلك من خلال خالد الشاب الحيوي الذي يحب تجديد مسار حياته ,و سعيد من خلال العلاقة الحسية التي تنمو بينه و بين سهى الفتاة الفلسطينية وابنة أحد المناضلين القدامى .فالفيلم قدم الشخص المقبل على تنفيذ عملية استشهادية شاب ,يعيش ,يحب... و ليس ذا نزعة في القتل .إذن بين ناقد و مؤيد و معارض يبقى الفيلم على حد قول مخرجه لن يرجع الأرض إنما يذكر العالم بأن الفلسطينيين قاموا بفيلم عن فلسطين و عن الاحتلال و من داخل فلسطين و تحت الاحتلال بشكل راق.التساؤل المطروح هنا عن تغييب الفيلم لحد الآن عن الشارع العربي المتعطش لهذا النوع من الأفلام, ليأخذ المشاهد العادي بعد المخرج و الناقد فرصته في إبداء رأيه في الفيلم الذي خلق ضجة إعلامية و حملة صهيونية . بقلم : لبنى اخو ادر