أشار عبد القادر العثماني المدير الإقليمي للفلاحة أن آفة التصحر ستقضي على مدينة مراكش إدا لم يتدخل المسؤولون بسرعة وحزم لإنقاذها بدء من العمدة والوالي ورئيس الجهة، مشيرا أن مستقبل المدينة يكمن في مستقبل ضواحيها المنبسطة المحيط بها والمناطق الجبلية القريبة منها أيضا. وأضاف العثماني في ندوة صحفية عقدها أول أمس الاثنين بمقر المديرية الإقليمية للفلاحة أن الواقع البيئي مؤلم جدا في الضواحي وكل من يمر عليها سوف يلاحظ ذلك ويزداد الأمر قسوة إذا ما شوهد ذلك بواسطة الطائرة، خاصة مع إنشاء الطريق السيار حيث أصبحت بعض الدواوير عارية تماما من أية أشجار تحميها من تقلبات الجو ومن آفة التصحر التي تزحف نحوها. وقال العثماني إن بعض السياح المغاربة والأجانب أصبحوا ''يحمقون'' على المدينة بفعل التجميل الخارجي الذي يحدث لها، لكن هو شخصيا متألم جدا، وسوف يكون قد فات الأوان بعد خمس سنوات إذا لم يتدخل المسؤولون حالا ، مشيرا أن ممولي مشاريع الإنقاذ سيتحمسون إذا ما رأوا والي المدينة يساهم في مثل هذه المشاريع. وأضاف العثماني أن المدينة سوف تشهد في المستقبل القريب هجرة لا مثيل بفعل اختناق كل المدن القريبة منها ، لذا وجب على المسؤولين أن يهتموا بهذه المدن الكوكبية وتهيئة مجالها البيئي بكل روح وطنية للمحافظة على نموها ومستقبلها ومستقبل القطب الأكبر وهو مدينة مراكش. وحمل العثماني السلطة الإدارة وكل أعضاء مجلس المدينة مسؤوليتهم في تنمية العالم القروي بيئيا والمحافظة عليه من آفة التصحر التي باتت تهدده ، مطالبا أين يكون بميزانية المجلس فقرة خاصة لمساعدة المناطق القروية ، ومشيرا أن مشاكل المدينة تأتي من خارجها. يذكر أن هذه الندوة جاءت تقديما للورشة الختامية لتقييم برنامج الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية بالمغرب والذي ستحتضنها مدينة مراكش بدء من أمس الثلاثاء 26 يونيو . وأشار العثماني إن هذا البرنامج متأخر سنتين على الأقل بفعل تأخر التمويلات الخاصة به، وأن مراقبين سيزورون المدينة من أجل الافتحاص والخبرة والتقييم، مشيرا أن الممولين سيبحثون كيف سيضمن المغرب موارده البشرية والمالية لتنفيذ المشروع ، خصوصا أن المغادرة الطوعية تركت فراغا كبيرا فيما يخص المواد البشرية. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة زيارة ميدانية لموقع برنامج تنمية الحوز الغربي (دائرة أمزميز) الذي يموله الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية بالإضافة إلى تنظيم ندوة يوم الخميس 28 يونيو بقصر المؤتمرات حول نتائج هذا البرنامج، الذي استفاد المغرب منه منذ سنة1979 . وستتمحور أشغال هذا اللقاء حول وضع إستراتيجية جديدة للصندوق الدولي للتنمية الفلاحية بالمغرب وذلك خلال السنوات المقبلة. ومن المنتظر أن يشارك في هذه الورشة على الخصوص مسؤولون مغاربة وأعضاء من المجلس الإداري للصندوق الدولي للتنمية الفلاحية ''فيدا'' إلى جانب عدد من الخبراء التابعين لصندوق الأممالمتحدة للتنمية ومنظمة الأممالمتحدة الأغذية والزراعة والبنك الدولي والبنك الإسلامي. وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية مول منذ سنة1979 تسعة مشاريع للتنمية القروية بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي مليار ونصف درهم من بينها أربعة مشاريع لا تزال قيد التنفيذ. وترتكز تدخلات الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية في المناطق الجبلية علاوة على المناطق الرعوية والمناطق التي تتميز بإمكانياتها الضعيفة ومناخها الجاف بجنوب المملكة.