فيروز صاحبة الصوت الملائكي،، غنت للحب والحنين، للخوف والأمل، للحرب والسلام، للطبيعة والانسان،ولكن أروع ماغنت له على الاطلاق كان للوطن ..... وللقدس .هذه الكلمات أهديها لكل عاشق وفي لوطنه وللقدسللمغتربين الفلسطينيين والعراقيين عن بلادهم المحتلة وللمغتربين داخل أوطانهم ..وطني وطني يا جبل الغيم الأزرق وطني يا قمر الندي و الزنبق يا بيوت البيحبونا يا تراب اللي سبقونا يا زغير و وسع الدنيي يا وطني وطني يا دهب الزمان الضايع وطني من برق القصايد طالع أنا على بابك قصيدي كتبتها الريح العنيدي أنا حجرة أنا سوسني يا وطني جيراني بالقنطرة تذكروني و بلابل القمرة يندهوني شجر أراضيك سواعد أهلي ششجروا و حجار حفافيك وجوه جدودي العمروا و عاشوا فيك من ميت سني من ألف سني من أول الدنيي وطني وحياتك و حياة المحبي شو بني عم أكبر و تكبر بقلبي و أيام اللي جايي جايي فيها الشمس مخبايي أنت القوي أنت الغني و أنت الدني يا وطني زهرة المدائن لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة و تمسح الحزن عن المساجد يا ليلة الأسراء يا درب من مروا إلى السماء عيوننا إليك ترحل كل يوم و انني أصلي الطفل في المغارة و أمه مريم وجهان يبكيان لأجل من تشردوا لأجل أطفال بلا منازل لأجل من دافع و أستشهد في المداخل و أستشهد السلام في وطن السلام و سقط الحق على المداخل حين هوت مدينة القدس تراجع الحب و في قلوب الدنيا أستوطنت الحرب الطفل في المغارة و أمه مريم وجهان يبكيان و أنني أصلي الغضب الساطع آتٍ و أنا كلي ايمان الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ و كوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي سأدق غلى الأبواب و سأفتحها الأبواب و ستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية و ستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ و سيهزم وجه القوة البيت لنا و القدس لنا و بأيدينا سنعيد بهاء القدس بايدينا للقدس سلام آتٍ سيفٌ فليشهرْ في الدنيا ولتصدعْ أبواقٌ تصدعْ الآن الآن وليس غداً.. أجراسُ العودة فلتقرعْ أنا لا أنساك فلسطينُ.. ويشدُّ يشدُّ بي البعدُ أنا في أفيائك نسرينُ.. أنا زهر الشوك أنا الوردُ سندكُّ ندكُّ الأسوارَ.. نستلهم ذاك الغارْ ونعيد إلى الدارِ الدارَ نمحو بالنارِ النارْ فلتصدعْ فلتصدعْ أبواقٌ أجراسٌ تقرعْ قد جُنَّ دمُ الأحرارْ ***********************************الحمد لله الذي خلق لنا فيروز مع ازدياد التلوث البيئي والنفسي في كوكبنا، تتناقص الأشياء الجميلة، ولكن ما زال هناك صوت فيروز، مثل إيزيس، يلم شتات الجمال من بقاع الأرض ويهديه إليك ليحل أذرع الآلام التي استحكمت حول رأسك، وعلى كاهلك، وفوق قدميك. صوت فيروز يشبه الخيل البيضاء المتحررة من عبودية السرج واللجام، تعدو بفرح على شاطىء بري، ويشبه زرقة البحر واسع المدى. هو بكر كالسحابة البيضاء الثرية البريئة التي لم تسمع من قبل بما يسمى ب"بالسحابة السوداء"، وبه لسع يمس قلبك، يبدأ بالوخز وقد يتطور إلى تيار كهربي وربما ينطلق فيصبح كالسياط التي ما أن تلامس فؤادك حتى ينفجر من شرايينه نافورة نور متلألئ برائحة الياسمين، تغسل جوفك وتنبعث من وجهك لتنطلق إلى الآفاق فيصبح القيظ سلاما، ويتحول عادم السيارات إلى بساتين خضراء، وزحام الإشارات إلى بلورات كريستالية. بعض من المتخصصين في علوم الطاقة، ولا أقصد هنا الطاقة النووية وإنما الطاقة الكونية، يقولون أن الطاقة الإيجابية حين تملأ المكان تدفئ البارد وتهب نسيما على وجه الشَّوْب. أصدق ذلك، ليس من واقع دراستي، ولكن من واقع تجربتي مع صوت فيروز، فحين تهطل الأمطار أنصحك بسماع فيروز لتشرق الشمس، وحين يتصبب عرقك حرا أوصيك بسماع فيروز بدلا من تشغيل جهاز التكييف الذي يفسد البيئة. لا أكره شيئا قدر ما أكره زحام الإشارات وشوارع القاهرة المحروسة، خاصة حين يتكشف لي أنني صلبت فوق الكوبري لمدة ساعة، فقط لأن أحد ضباط المرور عنّ له أن يستطعم سلطته بأن يحجز السيارات فوق الكوبري وينظر لها بزهو، ومن فيها يحملقون إلى دفتر مخالفاته ولا يستطيعون حراكا. ولكن، ما أن أضع شريط فيروز، وينبعث صوتها، حتى أجدني أحب الحياة، والزحام، وضابط المرور السادي، وقائدي السيارات الجبناء، وتختفي السحابة السوداء، وأشم رائحة ياسمين، أنا متأكدة أنني شممت، عدة مرات، رائحة ياسمين وأنا استمع إلى فيروز. لا أعرف ربما كان هناك بستان للياسمين بالجوار، ولكن، هل هناك بساتين للياسمين في القاهرة؟ أنا أعرف جيدا أن بساتين الياسمين تعشش في صوت فيروز. كما أن هناك عسل ما، نعم، ربما نقعت أحبالها الصوتية في صحن من العسل؟ هذا استنتاج منطقي جدا، ويبرر أيضا سر لسع صوتها للقلوب، أو ربما خُلقت حنجرتها من العسل، وقد يكون هناك فوق السحابة طبق عسل، كلما تغنت فيروز انسكب العسل فوق ذبذبات صوتها. ثم إن فيروز أجمل امرأة في العالم، جمالها لا يستطيع صناعته من زيف جمال هيفاء وهبي، بل لا يعرفه ولا يستطيع رؤيته، مثل الملائكة النورانية، لا يستطيع رؤيتها الإنسان الطيني؛ هذه الدمعة التي تتراقص في عينيها، تخشى الهطول، ولا تقوى على العودة، وتلك الابتسامة الخجلى الدائمة الاستقرار على شفتيها، توشك على الاتساع ولكنها تتهيب من العيون. ويداها المليئة بالأمومة، قد تضع أمامك "الكبة" و"التبولة" وتربت على ظهرك: "كل كل...إنت هفتان". الأمومة هي سر جمال فيروز؛ حين يصرخ الجمهور طربا، تبتسم له فيروز كأم تعجب بلعثمة طفلها ابن الثالثة وهو يقول: "ماما ثوتك حلو وانت بتخني". في إحدى مسرحياته، قال شيكسبير على لسان أحد أبطاله وهو يكشف عن الكيفية التي يتعرف بها المرء على من تمكن منه الشر الإنساني: "احذره...فإنه لا يسمع الموسيقى". ولو سمع شيكسبير صوت فيروز لكتب:قبل أن تتورط في أي معاملة إنسانية، تبين إن كان من ستشتبك معه، سلبا أو إيجابا، يحب فيروز، فإن لم يكن كذلك "فاحذره فإنه لا يسمع فيروز" .