على مدى يومين (الجمعة والسبت 3 و 4 مارس الجاري ).انطلقت، صباح اليوم الجمعة، بقصر المؤتمرات ببلدية الصخيرات، أشغال الملتقى الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي، المنظم من طرف وزارة التربية الوطذية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، تحت شعار "المعرفة والابتكار، طريقنا إلى المسقبل" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة،وقد افتتح ادريس جطو الوزير الأول، أشغال الملتقى بكلمة أبرز فيها "أن موضوع البحث العلمي والتكنولوجي، يكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى التحولات الدولية المطبوعة بعولمة الاقتصاد، وما يواكبها من تكتلات إقليمية، وتسارع في وتيرة التطور التكنولوجي، وتغير في أنماط العمل. وأوضح أنه "بالنظر إلى المؤهلات والكفاءات البشرية التي يتوفر عليها المغرب، كان علينا لزاما اعتماد مقاربة تصاعدية، وتركيز كل الجهود في مرحلة أولى على الميادين التي سجل فيها البحث العلمي الوطني إنجازات متميزة، وجب علينا تثمينها ودعمها حتى نجعل منها أقطاب جودة وطنية، ذات سمعة دولية، وعاملا أساسيا في لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية". ودعا "المشاركين إلى الانكباب على بلورة مشروع استراتيجية شمولية للنهوض بالبحث العلمي والتكنولوجي، وفق مقاربة تراعي التوجهات الاقتصادية والاجتماعية، التي تسير عليها بلادنا" من جهته أبرز حبيب المالكي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي تكوين الأطر والبحث العلمي في كلمته بالمناسبة أن البحث العلمي في المغرب هو الآن في مرحلة مخاض، من أجل أن يتبلور كنشاط مستقل بذاته، أي أن يشكل منظومة وطنية للبحث مُؤَسَّسٌ لها، متحكِّمَةٌ في مسارها، وقادِرةٌ على استشراف آفاق المستقبل". وأضاف أنه" من أجل تأسيس هذه المنظومة ومن أجل إعطائها الدفعة الضرورية لتحقق القفزة النوعية، قامت الحكومة والوزارة بعدة مبادرات وإجراءات منها مضاعفة مبلغ التمويل ليصل إلى 0.8 % من الناتج الداخلي الخام ثم وقع الاشتراك في الشبكة المعلوماتية حيث تستفيد منها الآن 85 مؤسسة تعليمية أو مؤسسة بحث، وتندرج استراتيجية هذا الاشتراك في إطار المشروع الأورو متوسطي. كما أبرز الوزير أن "اختيار شعار الملتقى الوطني: "المعرفة والابتكار طريقنا نحو المستقبل" ليس اختيارا اعتباطيا وإنما هو نابع من تحليل مدقق لواقع البحث العلمي ببلادنا وللتحديات التي تواجهها في مطلع الألفية الثالثة".وأضاف المالكي كون المعارف والعلوم شكلت ، في تاريخ الإنسانية، الوسيلة لتسخير الإنسان للطبيعة وخيراتها ومجالاتها وليتمكن من التحكم في مصيره. كما تميزت بحسبه "العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بالثورة العلمية والتكنولوجية التي جعلت من البحث العلمي والتكنولوجي نشاطا استراتيجيا بامتياز"مشيرا إلى أن " المنافسة التي يشهدها العالم ليست ذات بعد اقتصادي فحسب وإنما هي أيضا ذات بعد جيو سياسي عالمي وذات بعد علمي وتكنولوجي"وأردف المسؤول الحكومي " أن مسار البحث العلمي في المغرب قد تم كامتداد طبيعي لما كان عليه الوضع قبل الاستقلال، حيث ظل مرتبطا بقطاعات بعينها، مثل التعليم الجامعي والفلاحة والصناعات المنجمية والإحصاء... أي أنه لم يحقق القطيعة الإيجابية ليستقل كمنظومة وطنية قائمة بذاتها رغم توسع أنشطتها لتشمل مجالات أخرى.إلى ذلك توزع المشاركون الذي جاء عدد مهم منهم من خارج المغرب في الملتقى على ثلاث ورشات تتعلق الأولى ب"البحث-التنمية، الابتكار ونقل التكنولوجيا " والثانية حول"الحكامة وتمويل البحث" فيما همت الورشة الثالثة "محاور وموضوعات البحث".وقد حضر الملتقى مشاركون متميزون- بحسب المنظمين منهم أعضاء في الحكومة وسفراء دول شقيقة وضيوف أجانب كما حضيت الجلسة الافتتاحية بتغطية إعلامية واسعة. الصخيرات: خالد السطي