تحولت أشغال الجمع العام العادي لتجديد فرع جهة تانسيفت للنقابة الوطنية للصحافة المغربية المنعقد بمراكش السبت 10 مارس 2007إلى معركة كلامية حامية الوطيس انتهت بجملة انسحابات وانتخاب مكتب جديد قيل إنه معد سلفا لقطع الطريق على من سموا بالمتربصين.وبدا منذ الوهلة الأولى أن الجمع العادي الذي حضره على غير العادة 95 صحفيا ومراسلا ومصورا لن يكمل أشغاله إلا بانقسام في الجسم الصحفي بالمدينة وتكوين "تحالفات" صحفية تعبر في بعض الأحيان على انتماءات منبرية ومرة على طموحات شخصية يقول أحدهم ، حيث دامت المناقشات أكثر من ست ساعات ، تقطعت في كثير من الأحيان بتشنجات بعض الحاضرين ونقاشات مشوشة خارج القاعة واتهامات بالتزوير مرة وتلميح إلى محاولة إفساد الجمع مرات. وقد صادق الجمع بحياء بالغ يعلق آخر على التقريرين الأدبي والمالي الذي تلاهما رئيس الفرع المنتهية ولايته ، في حين وصف أحد المنسحبين هذا المصادقة "تصويت بالقوة" في إشارة إلى الطريقة التي تعامل معها مسير الجلسة مع طلبات فتح لائحة جديدة للمتدخلين وسعيه بسرعة إلى إغلاق النقاش بل وحصره في ثلاث دقائق.هذه المصادقة المتسرعة حسب البعض جعلت ستة أعضاء من فرع جهة تانسيفت يمثلون 3 منابر يومية، يعلنون انسحابهم من الجمع العام العادي احتجاجا على ما أسموه بإقصاء الجمع لمجموعة من الصحفيين والمراسلين الفاعلين في حقل الإعلام لأسباب مجهولة، وكان عزيز باطراح كاتب صحفي بادر إلى إعلان انسحابه بالنيابة عن زملائه الخمسة، موضحا أن تنسيقات مسبقة حكمت تشكيلة المكتب، واصفا رئاسة الجمع باللاديمقراطية في تعاملها التمييزي مع الأعضاء قبل انطلاق مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، وسجل أن تجربة 11 سنة من عمر المكتب لم تتجاوز أنشطتها الإشعاعية بمختلف الأقاليم التابعة للفروع 7 أنشطة.هذا الانسحاب جعل الكثير من الصحفيين يتنفسون الصعداء لأن محاولات نسف الجمع العام باءت بالفشل حسب رأيهم.ومع بداية فرز الأصوات وبعدما بدا أن النتيجة تميل إلى فرز تسعة أسماء تظهر على أوراق التصويت مرة بالترتيب نفسه ومرة بغير ذلك ، فهم البعض أن حظوظهم في الفوز باتت قليلة ، واستغلوا لحظة نقاش حاد حول ورقة تصويت بها اسم غير مرشح هل هي ملغاة أم لا ليعلنوا انسحابهم فيما اتهم أحدهم رئاسة الجلسة بالتزوير واللاديمقراطية ومهددا إياه بالطعن في نتائج التصويت.وعلمت اسيف أن خمسة مهنيين أصدروا أيضا بيانا احتجاجيا بالمناسبة أعلنوا من خلاله انسحابهم من الجمع العام، وتضامنهم مع الصحفيين الذين انسحبوا في بداية الأشغال، وندد البيان بما أسماه " الخرق السافر لعملية التصويت والتسيير، والتكالب والإنزال الذي عرفته القاعة، وإقصاء مراسلي صحف قلعة السراغنة وآسفي ..."وفي أخر اللقاء وعند التصويت على ممثل المنتسبين، اسحب غالبية الصحفيين المهنيين ولم يبق في القاعة غير 11 منتسبا صوتوا على زميل لهم بالإجماع. وكان الإعلاميون الحاملون لصفة " المنتسبون " للنقابة المذكورة إنصافهم وتمثيلهم بمختلف الهياكل واللجن والتعامل معهم جنبا إلى جنب الأعضاء المهنيين في الواجبات والحقوق بدل جعلهم ديكورا لتأثيث الاجتماعات والفروع. ومن جهته قال محمد المبارك البومسهولي الكاتب العام للفرع سابقا " أصبنا وأخطأنا، بيد أن استماتتنا كانت قوية لتحصين الفرع من أيدي الاسترزاق "، وأضاف أن الجمع العام تأجل لعدة مرات ولسنوات لأسباب فتور عمل المكتب والفوضى التي عرفتها الساحة الصحافية بمراكش وبروز العديد من المتطفلين، وأكد المتحدث في قراءته للتقرير الأدبي أنه بالرغم من الشعارات التي ترفعها الجهات الرسمية، فلا زالت الجهة تعرف تضييقا مستمرا على تحركات الصحافيين ونشاطاتهم ، وما زالت آلة القمع تسير على نفس الوتيرة. وأوصى ضمن التوصيات والمقترحات تحصين الجسم الصحفي بالمدينة وتمتين قوته ووحدته ضد محاولات الاختراق التي تستهدفه وتعمل بمختلف الأساليب على ضمان تبعيته لأقطاب إدارية ومالية.وفي نفس السياق سجل العديد من المشاركين في مداخلاتهم أن العمل النقابي المحض ظل مستمرا بفرع تانسيفت رغم المعيقات من خلال انخراطه إلى جنب كل الصحافيين والمراسلين والمصورين الذين تعرضوا إلى مضايقات أو اعتداءات أو محاكمات.وقد علمت اسيف د أن توافقات صعبة جرت بين الأعضاء المنتخبين ال11 أغلبهم من التلفزة والإذاعة ووكالة المغرب العربي للأنباء أدت إلى تعيين إبراهيم آيت إبراهيم كاتبا عاما, ومحمد المبارك البومسهولي نائبا للكاتب العام, وعلي أشنتي أمينا للمال, وسمير لطفي نائبه, ومحمد الكيحل مقررا, كما تم انتخاب محمد رضا السقاط والمعطي رفيق وعبد الرحمان أضريس ومحمد عبد الرزاق موحد وعبد الرحيم عاشر وعبد اللطيف الكراز مستشارين للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية.