الأيام التكوينية الثانية في مستجدات مدونة الأسرة لفائدة 160 تلميذة وتلميذا بالمؤسسات الثانوية التأهيليةمركز بوزنيقة: أيام 31 يناير 1-2-3-4 فبراير 2007تحت شعار: "حتى تصبح مدونة الأسرة ثورة اجتماعية حقيقية"السياق العام للأيام التكوينة:لا أحد ينكر، اليوم، الإصلاحات الجوهرية التي تمثلتها مدونة الأسرة الجديدة، أو ما أضحى يسمى بقانون الأسرة، والتي يمكن تلخيصها في 11 إصلاحا أساسيا:أولا : تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة. وجعل مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين. وذلك باعتبار « النساء شقائق للرجال في الأحكام»، مصداقا لقول جدي المصطفى عليه السلام، وكما يروى: « لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ». ثانيا: جعل الولاية حقا للمرأة الرشيدة، تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها، اعتمادا على أحد تفاسير الآية الكريمة، القاضية بعدم إجبار المرأة على الزواج بغير من ارتضته بالمعروف: « ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف». وللمرأة بمحض إرادتها أن تفوض ذلك لأبيها أو لأحد أقاربها.ثالثا: مساواة المرأة بالرجل بالنسبة لسن الزواج، بتوحيده في ثمان عشرة سنة.رابعا : فيما يخص التعدد، تم الالتزام فيه بمقاصد الإسلام في الحرص على العدل ، الذي جعل الحق سبحانه يقيد إمكان التعدد بتوفيره ، في قوله تعالى « فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، وحيث إنه تعالى نفى هذا العدل بقوله: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم »، فقد جعله شبه ممتنع شرعا كما تشبعنا بحكمة الإسلام المتميزة، بالترخيص بزواج الرجل بامرأة ثانية ، بصفة شرعية لضرورات قاهرة وضوابط صارمة، وبإذن من القاضي، بدل اللجوء للتعدد الفعلي غير الشرعي ، في حالة منع التعدد بصفة قطعية.خامسا : مراعاة أوضاع المقيمين بالخارج ، لرفع أشكال المعاناة عنهم، عند إبرام عقد زواجهم. وذلك بتبسيط مسطرته، من خلال الاكتفاء بتسجيل العقد بحضور شاهدين مسلمين، بشكل مقبول لدى موطن الإقامة، وتوثيق الزواج بالمصالح القنصلية أو القضائية المغربية.سادسا: جعل الطلاق حلا لميثاق الزوجية يمارس من قبل الزوج والزوجة كل حسب شروطه الشرعية، وبمراقبة القضاء، وذلك بتقييد الممارسة التعسفية للرجل في الطلاق.سابعا: توسيع حق المرأة في طلب التطليق، لإخلال الزوج بشرط من شروط عقد الزواج، أو للإضرار بالزوجة مثل عدم الإنفاق أو الهجر أو العنف، وغيرها من مظاهر الضرر، أخذا بالقاعدة الفقهية العامة:" لا ضرر ولا ضرار"، وتعزيزا للمساواة والإنصاف بين الزوجين. كما تم إقرار حق الطلاق الاتفاقي تحت مراقبة القاضي.ثامنا: الحفاظ على حقوق الطفل، بإدراج مقتضيات الاتفاقيات الدولية، التي صادق عليها المغرب. وهذا مع اعتبار مصلحة الطفل في الحضانة من خلال تخويلها للأم ثم للأب ثم لأم الأم. فإن تعذر ذلك، فان للقاضي أن يقرر إسناد الحضانة لأحد الأقارب الأكثر أهلية. تاسعا: حماية حق الطفل في النسب، في حالة عدم توثيق عقد الزوجية لأسباب قاهرة، باعتماد المحكمة البينات المقدمة في شأن إثبات البنوة، مع فتح مدة زمنية في خمس سنوات لحل القضايا العالقة في هذا المجال، رفعا للمعاناة والحرمان عن الأطفال في مثل هذه الحالة.عاشرا: تخويل الحفيدة والحفيد من جهة الأم، على غرار أبناء الابن، حقهم في حصتهم من تركة جدهم، عملا بالاجتهاد والعدل في الوصية الواجبة .حادي عشر: أما في ما يخص مسألة تدبير الأموال المكتسبة، من لدن الزوجين خلال فترة الزواج: فمع الاحتفاظ بقاعدة استقلال الذمة المالية لكل منهما، تم إقرار مبدأ جواز الاتفاق بين الزوجين، في وثيقة مستقلة عن عقد الزواج ، على وضع إطار لتدبير أموالهما المكتسبة، خلال فترة الزواج، وفي حالة عدم الاتفاق يتم اللجوء إلى القواعد العامة للإثبات بتقدير القاضي لمساهمة كلا الزوجين في تنمية أموال الأسرة.لكن السؤال الذي مازال يطرح نفسه، ونحن نقترب من انتهاء السنة الثالثة من خروج المدونة إلى حيز التنفيذ التي اعتبرت، في وقت من الأوقات، ثورة اجتماعية، هل استطاع المغرب وفاعليه الجمعويين هيئاته السياسية والنسائية أن يجعلوا من هذا القانون ثورة اجتماعية حقيقية تشكل بالفعل قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية والوطنية؟.في هذا الإطار..انخرطت جمعية الانطلاقة للطفولة والشباب بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، منذ السنة الماضية، في مشروع طموح يتعلق بتوسيع مجالات المعرفة والتواصل في مضامين ومستجدات مدونة الأسرة موجه إلى تلاميذ وتلميذات المؤسسات الثانوية التأهيلية الخمس بمقاطعة سيدي البرنوصي، والهدف تكوين أكبر عدد ممكن من القيادات الشبابية الحاملة لمشروع مدونة الأسرة، كمشروع مجتمعي، يشكل أحد المداخل الأساسية للتنمية المحلية، من وجهة نظر الجمعية.المشروع تشكل من مرحلتين تكوينيتين، أسفرت الأولى عن تكوين 60 شابا وشابا يحملون الآن صفة وكيل المدونة ((agent de modawana، والثانية ستنطلق أيام 31 يناير 1-2-3-4 فبراير 2007 بمركز بوزنيقة الدولي، سيستفيد منها 160 شابا وشابة في 3 ورشات تكوينية سيؤطرها أساتذة ومختصون، وهي:- ورشة التواصل- ورشة مقاربة النوع- ورشة مستجدات المدونةإضافة إلى عدد من الأنشطة الفنية والثقافية والإبداعية التي ستصب كلها في مجالات التعريف بالمدونة.ومن المقرر أن يقود الشباب ال160، يوم 8 مارس القادم، حملة تواصلية واسعة ومتنوعة في أحياء سيدي البرنوصي لتقريب الساكنة (نساء –أطفال- رجال- أسر...) من مستجدات المدونة وتقريبها منهم.خلية الإعلام