العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريملم يعد أحد يعرف المهام الحقيقية لمسئولي الإدارة الأمريكية وخاصة وزراء الدفاع والخارجية. فبعضهم انحصرت مهمته متجولا بين العواصم وكأنه سائح يعرض مظاهر قوة بلاده, أو ساعي بريد,أو متسول يستجدي الدعم والتأييد لآخر تقليعات وصرعات بوش السياسية والدفاعية.ولا ندري فيما إذا كان بوش مازال يسره مسامرة وزيرته رايس. أم أن الحال تغيرت فبات لا يطيق حتى مجرد رؤيتها؟ وهل وزارة الخارجية الأمريكية باتت تفتقد غيابها,أو هي مازالت بحاجة لجهودها العقيمة؟ وهل مازال مساعديها ومرؤوسيها باتوا يطيقون حتى سماع صوتها وهي تصدر تعليماتها وتوجيهاتها الفارغة؟ وهل سبب كآبتها رؤيتها لرئيسها يعامل وزرائه ومساعديه بهذا الأسلوب الرديء؟ وهل صحيح أن ما يمزق نياط قلبها رؤية زملائها الصقور وهم يتساقطون من إدارتها وحزبها صقرا أثر الآخر؟ و هل صحيح أن اليأس يسربلها نتيجة فشل حزبها الجمهوري في الانتخابات؟ وما صحة ما يقال بأنها محبطة وخائفة, وأن لسان حالها يقول اليوم أفضل من الغد, والمستقبل ينذر بالسوء. ومن يدري فربما يخبأ لها ولرئيسها,ولإدارتها والصقور والمحافظين الجدد الكثير الكثير من المفاجآت التي تكسر الخاطر وتقصم الظهر؟ وما هو مدى صحة ما يشاع من أنها باتت نهبا للهواجس والوساوس التي تسرح وتمرح بحرية في نفسها الإمارة بالسوء؟ وهل تحولت إلى ساعية بريد وظيفتها نقل رسائل بوش التي ليس لها من عد أو حد.والتي يدبجها وهو شارد ومشوش إلى بعض القادة والرؤساء,بحيث لا يعي ما تعنيه, والوزيرة عاجزة عن الإجابة إن أراد أحد أن يستوضح أو يستفهم عن بعض فقرات الرسالة التي تنقلها إليه. فالجمل أشبه بأحاجي وطلاسم من تلك التي يخطها السحرة والمشعوذين والدجالين. وأن مهمتها في قطع الفيافي والبحار ستسمر بين ذهاب وإياب لمدة قد تطول وتطول؟من يتفرس في ملامح وجه الوزيرة رايس يشعر بأن الوزيرة تعاني الأمرين, وتخفي خلف ابتساماتها وجه باك وحزين, وقلب مشروخ بالعرض والطول, وعقل مشوش وعاجز من أن يتخذ أبسط قرار في أوهن الأمور, ونفس حولت إلى خراب بفعل ما يعتريها من أعاصير لكثرة ما جارت بوش وصقوره بالكذب والدجل. وأن يمينها كلت وسئمت وملت مهنة طلاء تعابير وجهها ولسانها بمختلف الألوان لتظهر مدى قوة وثبات رئيسها وإدارتها لمن تقابلهم من الآخرين, وعزمهم على تحقيق النصر على الإرهابيين, وثباتهم على نهج دعم العملاء في كل مكان وزمان.فروحها على ما يبدوا زهقت من كثرة تكرار مرأى نفس الوجوه في بعض العواصم ,وأذنيها سئمت سماع عبارات المديح والإطراء المكررة,ولسانها وشفتيها ضاقا ذرعا من تكرار الاملاءات والملاحظات والتنبيهات والأوامر والتصريحات التي باتت تستظهرها غيبا عن ظهر قلب. ومعدتها سئمت وضاقت ذرعا من كثرة المآدب الحافلة بكل ما لذ وطاب والتي تقدم على الفطور والعشاء والغداء.وهذا السأم والملل والقرف دفعها لأن تخرج عن قواعد اللباقة واللياقة والدبلوماسية والأدب بدافع الغيظ والغضب مرات عدة. ولأنها محرومة حتى من جولة سياحية في أي بلد تزوره. ولأنها باتت تتبرم وتضيق من النظرات والابتسامات الموجهة إليها من مستقبليها.راحت تحسر ثوبها عن المزيد من مساحات إضافية لساقيها التي كان يمتدحهم شارون لتسيح وتزوغ فيهم نظرات مستقبليها. وأنها تكاد تنفجر من الغيظ وهي محرومة من أن يرد على غمزها والتفاتاتها وإيماءاتها ولو بمجرد بسمة أو كلمة غزل,أو دعوة من القيادة السورية لزيارة سوريا.والتجول في أسواق مدنها, لتلتقي بالمسئولين والمواطنين التي تتوق شوقا لتقضي بصحبتهم وضيافتهم وقتا بحيث تسمع الكلام المفيد والذي يعج بالصدق والعذوبة. أو بدعوة من المقاومة في العراق للتفاوض على شروط الانسحاب,أو من فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين لنزع فتيل التفجير وترطيب الأجواء من اجل إيجاد حل ينهي فاجعة إدارتها في الغرق في المستنقعات,أو الانزلاق إلى أكثر من مهاوي جرف وقاع يزيد محنة إدارتها البلهاء.مسكينة رايس التي تشعر بأنها تعيش حياة كلها ضلال وعهر سياسي ونفاق وأكاذيب. ومجبرة أن تعتقل أحاسيسها ومشاعرها وعواطفها وفكرها في سراديب مظلمة, فللجدران آذان. ولذلك فالأسرار يجب أن تكون في صناديق ومقفل عليها بألف قفل وقفل حتى لا يفتضح الحال.وكالعادة كذبت رايس حين قالت بأنها جاءت إلى الشرق الأوسط لتكسب الدعم والتأييد لإستراتيجية بوش الجديدة,فالكذب والتضليل والنفاق من عاداتها. بينما في الحقيقة جاءت لتعطي التعليمات, وتهدد وتتوعد, وترعب البعض من أن الانسحاب الأمريكي من العراق سيجعلهم قش تذروه الرياح. وأن هزيمة بوش ستشجع الديمقراطيين ليفعلوا بهم أسوأ مما فعلته إدارتها بالعراق. فالرئيس بوش في أسوأ الأحوال قد يستقيل وعندها سيخول القانون نائبه بإصدار مراسيم العفو ومنع الملاحقة القضائية بحقه وحق معاونيه, أما بعض حلفائه فسيطاردون في أصقاع الأرض بدون رحمة أو شفقة لأنهم خدعوا الإدارة الأمريكية وشاركوا في توريطها بالمستنقعين الأفغاني والعراقي , مما ألحق بالشعب الأميركي الكثير من الخسائر المادية والمعنوية والبشرية. وبعد الاجتماع خرجت لتعلن أن الجميع وافقوا على إستراتيجية بوش الجديدة وأعلنوا دعمهم لها ومساندتها. وفركت أذن المالكي بتصريح نبهته فيه بأنه هو من سيتحمل مسئولية التعثر والفشل لإستراتيجية بوش الجديدة, وأكدت على أن المحكمة الدولية ضرورية. وتصدقت على حكومة السنيورة بدعم معنوي غير مصروف.فصفق البعض ورددوا كالببغاوات ما تقول بدون تفكير وروية. والمصيبة أنها بعد كل جولة مفروض عليها كفرض الصلاة زيارة حليف رئيسها طوني بللير, وأن تعرج على تل أبيب بين الحينة والحينة لتلتقي بهم وعلى أسماعهم تعيد تكرار ما دار في كل أجتماع ولقاء وجولة مكوكية. ونظن وبعد الطن أثم أنه لو أستيقظ ضمير رايس النائم, أو اجتمعت بوجدانها بعد طول غياب بعد أن حققت لنفسها الشهرة والنجومية حين دخلت التاريخ بسجل حافل بالإجرام والإرهاب والتوحش والبربرية. فربما ستفصح لنا عما تتجاهله وما تضمره وتئده في عقلها وصدرها وقلبها والذين يعجون بالمقابر الجماعية لكل الأخلاق والقيم والسلوك والأفكار السوية. ولا انبرت تقلد باول وتعلن توبتها وتنطق بالحقيقة على الملأ بصريح العبارة: • أن من تعاديهم إدارتها من الرؤساء وكذلك قادة فصائل المقاومة ورجالها هم أفضل بمليون مرة من رئيسها وعصابته. فهم على الأقل عقلاء وأحرار ووطنيين وشرفاء. • وأن إستراتيجية بوش الجديدة وما سبقها من ابتكاراته السياسية والعسكرية, وطروحاته واتهاماته وتبريراته وقراراته وتصريحاته وخطاباته ما هي سوى أسليب كذب وخداع ومكر وتضليل لا ينتهجها سوى كل محتال وزعيم عصابة سطو إجرامية وإرهابية.• وأن تصريحاتها وتنظيراتها وآرائها وتوجهاتها وأفكارها مجرد ثرثرة لإضاعة الوقت.• وأن الطريق إلى دمشق أقصر الطرق , ودمشق هي من تملك مفاتيح الحل لكل المشاكل والصعوبات والعثرات التي تعاني منها الإدارة الأمريكية. وأن موقف العداء الذي ينتهجه بوش ضد سوريا دلالة على أن رئيسها بوش جاهل وغبي أو أحمق أو معتوه.• وأن دعم حكومة السنيورة وإبقائها محتلة للسراي أشبه بميت كشارون يقدم له الإنعاش.• وأن مصير إستراتيجية بوش الجديدة لن يكون بأحسن حال من مصير سابقتها من خطط وقرارات و تصرفات وحروب بلهاء. جرت بلادها إلى مزيد من المصائب والويلات.• وأن الأمل بانتصار بوش وقواته وحلفائه على المقاومة العراقية كأمل إبليس في الجنة.• وأن الرهان على العملاء وحكومتي المالكي والسنيورة في تحقيق الحرية والديمقراطية و الإصلاح والتنمية والاستقرار كالمراهنة في السباق على أحصنة عرجاء مفقوءة العيون.• وأن التنكيل بالعراقيين ومحاصرة الشعب الفلسطيني, ودعم العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين واللبنانيين ,وإعدام رئيس عربي من قبل إدارتها رغم إقرارها بأنه أسير حرب ما هي سوى جرائم حرب,ستلحق في مصالح بلادها أفدح الأضرار والخسائر. • وأن الإدارة الأمريكية الحالية ما هي سوى تجمع لشخصيات نفوسهم مريضة وشاذة ومنحرفة ومنحطة أساءت للإنسانية وللتاريخ الأمريكي وللشعب الأمريكي وللمؤسسيين التاريخيين إساءة بالغة ستبقى وصمة عار في جبين بلادها. وسيتناقلها جيل عن جيل. • وأن من وثق بإدارتها وتحالف معها ما هو سوى جاهل أو حاقد أو خائف,أو مغضوب من الله ووالديه.أو ممن فطر على البراءة فكان لها ولغيرها الدور الكبير في تغريره وخداعه. • وإن التلاعب بعواطف الشعوب من قبل رئيسها وإدارتها بموضوع نشر الحرية والديمقراطية سيصعد نقمة الشعوب ضد بلادها محملين إداراتها المتعاقبة المسؤولية عما لحق ويلحق بهم من مآسي وأحزان وفقر ومرض وظلم وجور وبطالة وفساد.• وأن الأكاذيب والأضاليل والترهات التي روجتها طيلة وجودها في البيت الأبيض والأمن القومي ووزارة الخارجية تحولت إلى كوابيس تقض مضاجعها وتؤرقها ليل نهار.• وأنها أساءت للمرأة إساءة بالغة لم تسبقها إليها سوى زوجات نوح ولوط ومبتدعة محاكم التفتيش إيزابيلا ومصاصة الدماء تاتشر, وأنها تفوقت عليهم في كل مجال.• وأنها شاركت مع غيرها في تدمير صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية والإساءة البالغة للشعب الأمريكي ولسمعته, وحرموه الأمن والاستقرار,وجعلوه مهددا بكل الأخطار.• وأنها ورئيسها وصقوره ومحافظيه دخلوا التاريخ كمجرمين وقتلة وإرهابيين محترفين لا يشق لهم غبار, وما النازية والفاشية بالنسبة إليهم سوى مجرد مبتدئين وأغرار.عزيزتنا الوزير رايس: قد نكون أخطأنا في تلمس بعض الجوانب المضيئة والصفات الحسنة التي نعتقد أنها مازالت مطاردة في شخصيتك, أو التي أقحمناها عنوة على طباعك. ونحن مستعدون لتحمل تبعات هذا الخطأ, ونتقدم إليك بالاعتذار. لأننا أناس لم تشق الكراهية والبغضاء طريقا لنفوسنا وقلوبنا وعقولنا بعد. فتاريخنا العربي والإسلامي لم ولن يكن مؤهلا لنا في يوم من الأيام للقبول في أية عصابة من عصابات القتل والإجرام والإرهاب التي تخرجت منها ورئيسك وصقورك ومحافظيك الجدد وباقي الخونة والعملاء. ونحن على دراية بأنك تنظرين إلى العرب والمسلمين أنت وإدارتك سرا على أنهم أناس طيبون وأخيار. هدفكم التلاعب بعواطفهم وخداعهم والضحك على عقولهم بيسر وسهولة. وخاصة إذا ما توفر لكم الدعم من بعض وسائط الإعلام الرمادية والسوداء التي تزييف الحقائق والأحداث. وتوفر حشد من الخونة والعملاء لتحقيق أحلامكم الاستعمارية المريضة والمقيتة والبغيضة. وأن ما تجاهرين ورئيسك وبقية الشلة من الصقور والمحافظين الجدد والليبراليين الجدد المتصهينيين والصهاينة والعملاء به أمام الملأ: على أن العرب والمسلمين إرهابيين وأشرار لا يمكن التعامل معهم إلا من خلال قهرهم وإرهابهم وتخويفهم بعصا غليظة محمولة بيد مسئولي إدارتكم خير دليل على أنكم حمقى ومرذولين وجهلة وأغبياء أيتها الوزيرة غونداليزا رايس الغبية والمجرمة والعدوانية والإرهابية. حركة القوميين العرب