حينما نحب الحياة نذهب إلى السينما هل حقا مازال لهذه الجملة نصيب من الحقيقة اليوم ؟ أم أننا أصبحنا حين نحب الحياة و ننشد متعة مشاهدة فيلم آو أحدث الأفلام و أخر الإنتاجات السينمائية العالمية نذهب إلى باعة الأقراص المدججة المقرصنة التي انتشرت أسواقها و باعاتها إنتشار النباتات الطفيلية في حقول المزروعات ، أشهرها : درب غلف بمدينة الدارالبيضاء و السويقة في مدينة الرباط . مابين الخمس و العشر الدراهم تستطيع اقتناء ما تريد و مشاهدة ما تحب ، فأفلام عالمية مازالت تعرض بدور العرض الأوربية و الأمريكية تعرض على الأقراص المدججة بالمغرب بأثمنة بخسة إن فكرت اليوم في دعوة الأصدقاء لمشاهدة فيلم أجنبي فلن يكلفك الأمر كثيرا.فشراء قرص واحد يمكن أن يغنيك عن قطع عدة تذاكر للسينما . المغرب كبلد يعاني من ظاهرة القرصنة ،جعلت القاعات السينمائية تختنق و تتضاءل و تعيش أزمات اقتصادية و تعرف صعوبات في المواصلة و الاستمرار في بث أخر الإنتاجات السينمائية . ففي سنوات الخمسينات كان عدد القاعات حوالي 500 قاعة ثم بدأت في الانخفاض تدريجيا إلى أن وصلت إلى 300 قاعة في سنوات التسعينات. لتصبح اليوم أقل من 250 قاعة و الرقم مرشح للانخفاض طبعا. ربما تكون القرصنة هي السبب الرئيسي في الأزمة غير أن هذا لا ينفي وجود أسباب جانبية قد ساهمت بقسط لا بأس به فجيل اليوم يختلف عن أجيال السبعينات و الثمانينات ، فالذهاب إلى السينما لم يعد حاليا تقليد و عادة حضارية دؤوب و انخفضت ظاهرة دعوة الأصدقاء أو أفراد العائلة إلى قضاء وقت ممتع في السينما و مشاهدة فيلم سينمائي جديد ، إذا كان لهذه الظاهرة أسباب فكرية فالمسألة لا تخلو من جانب مادي في ظل الفقر و البطالة التي تنخر جسد المجتمع المغربي ، ساهمت في جعل الشباب في مختلف المناطق يستغني عن أغلب مايمكن الاستغناء عليه .و تبقى أزمة القاعات السينمائية مستمرة لكنها لا تعني بتاتا أزمة يعيشها الفيلم المغربي أي أن عدم إقبال الجمهور على مشاهدة فيلم في المغرب لا يفسر بالضرورة رداءة أو جودة الفيلم.