يفتتح في مدينة القدس اليوم الخميس مهرجان العود الدولي لتكريم أحد عمالقة المبدعين الموسيقيين في القرن العشرين وذلك خلال العروض الخاصة بمهرجان العود الدولي في القدس ، مع العلم أن هذا المهرجان يقدم السنة وللمرة الأولى خلال ثلاث ليال في الناصرة أيضًا. يشار إلى أن سيد درويش ( 1922 - 1891 ) هو أبرع أساطين الموسيقى العربية . اعتبره جميع المبدعين والنقاد العرب أبرز وأهم الملحنين العرب في القرن العشرين . ما زال عمالقة المطربين مثل عبد الوهاب، فيروز، صباح فخري، فتحية أحمد، زكي مراد، منيرة المهدية وآخرين حتى هذا اليوم يرددون أغانيه ويتغنون بألحانه . وبالفعل، فإن سيد درويش يمثل انفتاح الموسيقى والثقافة العربية، ويعبر عن التواصل مع القيم الفنية الكلاسيكية الكامنة في ثنايا الموسيقى الأوروبية، فهو الفنان الذي أطلق العنان للموسيقى العربية وحررها من قيود التأثيرات الأسلوبية التركية، وأسبغ عليها خصائص ومقومات مستقلة تبلورت من خلال لغة غنية وقوية في التعبير ابتكرها وقدمها على طبق من الإبداع لعالم الموسيقى . فقد كانت له بصماته الواضحة في التأثير على كافة الملحنين في عصره . وقد عبرت أعمال سيد درويش عن جميع الفئات والطبقات ابتداء من الشحاذين واللصوص وحتى التجار والمرنمين . ووضعت أعماله الأسس الراسخة لبعض الألوان والقوالب الموسيقية التقليدية التي يفوح منها شذى الأصالة مثل الدور ، الموشح والطقطوقة حيث دأب على إثرائها بالمقامات الفريدة من نوعها، بمزيج غني متعدد الأصوات، في التناغم والتعبير ( على غرار الدور الذي قام به الملحنون الكلاسيكيون الجدد في الموسيقى الغربية )، غير أن أبرز دور لعبه تمثل في التلحين الموسيقي المسرحي (فقد اعتبر نفسه جيوسيبي فيردي المصري )، وأحدث بالتعاون مع الزجال والشاعر بديع خيري ثورة من التجديد والحداثة في المسرح الموسيقي العربي، حيث عكفا على دمج الآلات الغربية في الألحان العربية الأصيلة، والتقاليد المسرحية العريقة مع التأثيرات الأوبرالية الايطالية . الليلة في مهرجان العود: تيسير إلياس يعزف على العود ويتولى الإعداد والعرافة والإدارة الموسيقية ويشاركه الأمسية كلّ من مهران مرعب على القانون وسامي خشيبون على الكمان وهاني أسعد على الدربكة وعزيز نداف على الدف. أما الأصوات الغنائية التي تبعث ألحان سيد درويش الساحرة فهي خليل أبو نقولا وسمير ابو فارس ومنال مدني. 02/11/2006