يوما بعد يوم بدأت تكشف إسرائيل الرسمية تفاصيل جديدة عن ما سمته لقاء ليليا سرياً جمع رئيس الوزراء ايهود اولمرت مع مسؤولين سعوديين كبار قبل ثلاثة أسابيع، وأمس الخميس كتب المحلل السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت ، شمعون شيفر، ان اللقاء تم في العاصمة الاردنية عمان بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. واضافت الصحيفة قائلة ان رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية) الجنرال المتقاعد مئير داغان، هو الذي قام بترتيب اللقاء بالتنسيق مع العاهل الأردني. وبعد موافقة الشخصية السعودية علي اللقاء، قام مساعدو اولمرت بوضع اللمسات الأخيرة علي أجندة اللقاء، وبعد مرور عدة أيام، أكد الصحافي الإسرائيلي الذي اعتمد علي مصادر رفيعة المستوي في تل أبيب، انه تم إيقاظ اولمرت من نومه في ساعة متأخرة من الليل، وعلي الفور تم نقله إلي احد المطارات العسكرية الإسرائيلية، ومن هناك قامت مروحية عسكرية تابعة لسلاح الطيران الإسرائيلي بنقله إلي العاصمة الأردنية عمان برفقة مدير مكتبه يورام توربوفيتش والملحق العسكري الجنرال غادي شامني ورئيس الموساد. وعندما حطت الطائرة في عمان، كان العاهل الأردني الملك عبد الله في انتظار الوفد الإسرائيلي رفيع المستوي، ومن هناك تم الانتقال بسرية كاملة إلي احد القصور التابعة للملك الأردني. وأضافت يديعوت احرونوت انه بعد مرور ساعة من الزمن، بدأ اللقاء، الذي حضره قياديون سعوديون من العائلة المالكة، وتناول الجميع وجبة عشاء فاخرة. وخلال اللقاء الذي استغرق ساعات عدة، تناول خصوصا الأخطار الناجمة عن محاولة إيران امتلاك سلاح نووي وانتشار الإرهاب الشيعي في المنطقة.وتابعت يديعوت احرونوت ان اولمرت ومحادثيه السعوديين الذين لم تكشف أسماءهم اتفقوا علي ما يبدو علي مواصلة التعاون بين أجهزة الاستخبارات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وذكرت أن اولمرت قال خلال اللقاء انه لن يقوم باي تحرك طالما أن حركة حماس هي علي رأس الحكومة الفلسطينية، وطالما لم يتم الإفراج عن الجندي جلعاد شليط الذي أسرته مجموعات فلسطينية في حزيران (يونيو) الماضي علي حدود قطاع غزة.وتم الاتفاق أثناء اللقاء علي أن مواصلة حركة حماس التمسك بزمام الأمور في السلطة الوطنية الفلسطينية، لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، ووافق الملك الأردني علي طرح اولمرت، الذي أضاف انه علي استعداد لمكافأة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، واطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور جلعاد شليط.وأضاف الصحافي الإسرائيلي انه خلال اللقاء تم طرح قضية الملف النووي الإيراني، مشيرا إلي أن اولمرت وافق علي طلب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بضرورة تشكيل جبهة من الدول العربية المعتدلة لمواجهة إيران وسورية وحزب الله، لافتا إلي أن الأمريكيين كانوا علي علم بالمفاوضات السرية الجارية بين اسرائيل وبين المملكة العربية السعودية، وانها قامت بتشجيع الطرفين علي مواصلة الحوار بينهما.ولفت كاتب المقال شمعون شيفر إلي أنه خلال فترة رئاسة داغان للموساد توثقت العلاقات بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة وعلي رأسها السعودية بصورة كبيرة جدا .وقالت الصحيفة الاسرائيلية ان رئيس الموساد داغان يفتخر أمام الزائرين الأجانب الذين يصلون إلي مكتبه في مركز الدولة العبرية بالهدايا التي تلقاها من الزعماء العرب، مضيفة انه منذ تسلمه منصبه تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية، وقالت الصحيفة أيضا أن الملوك والرؤساء العرب قاموا بإهدائه الكثير من الهدايا، وأكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة.وخلص شيفر إلي أنه ليس معلوما شكل الهدايا التي تبادلها أولمرت والمسئولون السعوديون في اللقاء الليلي السري لكن وفقا لمصادر سياسية رفيعة جدا، فإن رئيس الوزراء (أولمرت) عاد إلي البلاد فجرا متشجعا للغاية من نتائج اللقاء .وكان اولمرت لمح في حديث إلي الإذاعة العامة الخميس الماضي، إلي انه التقي أخيرا فردا في العائلة الحاكمة السعودية.وردا علي سؤال لصحافيين عن اللقاء الذي أشارت إليه الصحف الإسرائيلية الأسبوع الماضي، قال اولمرت لنقل في هذا الشأن أننا قررنا أن نصدر نفيا، لكنكم لستم مضطرين لتصديقه . وأضاف في شأن المواضيع الأخرى، عليكم تصديق كل نفي أصدره