طوقت عناصر من الأمن والقوات المساعدة مغرب الجمعة 29 شتنبر 2006 مبنى دار القرآن ببني ملال، ومنعت المصلين من ولوجها لأداء صلاة التراويح. وعلمت 'اسيف''أن نائب رئيس جمعية دار القران، الدكتور رشيد الكداني، استدعي بعد زوال اليوم نفسه من لدن الباشا في لقاء وصف بالإنذاري لمسؤولي الجمعية، وعن هذا اللقاء، الذي حضره كل من نائب والي الأمن ورئيس مصلحة الاستعلامات العامة ورئيس الشرطة القضائية ورئيس الملحقة الإدارية الثالثة والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة تادلا أزيلال لم يستبعد الدكتور لكداني أن تكون من دواعي تحرك السلطة لإغلاق دار القرآن في وجه المصلين ندوة علمية نظمتها دار القرآن نشطها الدكتور محمد الفايد، بحيث عرفت إقبالا كبيرا. وأضاف الكداني في تصريح ل''اسيف'' أن السلطات استدعته إلى اللقاء المذكور وطلبت من الجمعية المشرفة على الدار أن توقف صلاة التراويح بمبرر أن دار القرآن ليست قاعة للصلاة، وأن القانون الأساسي للجمعية لا يسمح بإقامة الصلوات الخمس، ''فأجبناهم، يقول نائب رئيس الجمعية، أن صلاة التراويح ليست هي الصلوات الخمس، وتشبثنا بضرورة إقامة صلاة التراويح لأنها عادة سنوية دأبنا عليها في دار القرآن منذ سنوات''. وصرح الكداني أن المسؤولين طلبوا منه توقيع التزام مضمونه ''أن لا نعود في دار القرآن إلى إقامة صلاة التراويح'' حسب قوله، لكنه رفض توقيعه. و''اتفقنا في نهاية اللقاء يضيف المتحدث نفسه على أن يبقي الأمر مفتوحا للتشاور وأن نلتقي يومه الاثنين على الساعة الثانية بعد الزوال لمناقشة الموضوع من جديد لكني فوجئت بعد خروجي من اللقاء باتصال هاتفي من القائد يخبرني فيه متأسفا بأنه تلقى تعليمات فوقية بإغلاق دار القرآن''. وقال الكداني إن الجمعية حاولت مرارا أن تنضوي تحت لواء وزارة الأوقاف، ''لكن للأسف لم يلتفت إلينا أحد رغم أننا تتوفر فينا جميع الشروط القانونية المطلوبة ورغم أننا نبعث للوزارة كل سنة بتقارير مفصلة عن أنشطتنا''. وأكد رشيد الكداني أن شخصا فضل عدم الإفصاح عن اسمه يكن العداء لجمعية دار القرآن. واستنكر احد أعضاء الجمعية هذا التطويق وتساءل هل هكذا تجازى مؤسسة اختارتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتمثل المغرب في مسابقتين دوليتين بكل من ليبيا ومصر؟ وأضاف أن المؤسسة ذاتها كونت الفائز بمسابقة محمد السادس الدولية في طبعتها الأولى في تحفيظ القرآن الكريم وتجويده وتم استقبال الطالب الفائز من طرف عاهل المملكة أمير المؤمنين استقبالا رسميا في مسجد الحسن الثاني، واستغرب المتحدث نفسه كيف تجازى بمثل هذا الجزاء مؤسسة معروفة بالاجتهاد وتقديم النماذج الناجحة من الطلبة، وتشريف البلاد ورفع رايتها في عدة مسابقات دولية ووطنية، وأضاف أن صلاة التراويح تؤدى بدار القرآن على نفس النهج الذي تؤدى به في باقي المساجد، مع احترام كل ما جاء في دليل الوزارة الذي جعلته ميثاقا يسير عليه أئمة المساجد. وأكد المتحدث ذاته أن الدروس الملقاة في هذه الدار بمناسبة شهر رمضان لا تخرج عن أهداف الجمعية، بحيث يلقيها أساتذة مختصون ومعروفون في الساحة الوطنية والمحلية ولدى السلطات والمؤسسات العلمية، وهي دروس في التفسير والإعجاز العلمي والسيرة النبوية والحديث النبوي الشريف والرقائق''.