ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني تطورات العدوان الهمجي على لبنان وأصدر المواقف الآتية:لقد إنتصر شعبنا على العدو الإسرائيلي، إنتصربمقاومته البطلة وبصموده وصبره وتضحياته.إنتصر، رغم فداحة التضحيات والخسائر التي نجمت عن الهمجية الصهيونية غير المسبوقة، والتي كشفت بربرية العدو وجبنه وإنحطاط قيادته ونزعته التدميرية الموجهة ضد الانسان والعمران وضد القيم والحضارة والأخلاق... وإنتصر شعبنا ومقاومته على شركاء إسرائيل وداعمي عدوانها الذين، في الإدارة الأميركية، وعلى رأسها جورج بوش، عملوا بكل السبل، من أجل حصول العدوان، ومن أجل استمراره وتحقيق أهدافه، وزودوه بالاسلحة الأكثر تدميراً وبالقنابل الأكثر قتلاً وابادة، وواصلوا رعايتهم لعدوانه، متوجين ذلك في القرار الصادر عن مجلس الأمن ذي الرقم 1701 والذي بذلوا كل الجهود لكي يضمن المصالح الاسرائيلية على حساب المصالح اللبنانية.لقد انتصر شعبنا على العدو، لكن واشنطن مارست كل الضغوط من أجل تحويل هزيمته العسكرية الى إنتصار سياسي. وهكذا وبسبب واشنطن بالدرجة الأولى، وبسبب العجز الرسمي العربي ايضاً، جاء القرار 1701 مثقلاً بالاشتراطات الاميركية والاسرائيلية، فيما تضمن بشكل خجول عناوين النقاط السبع الحكومية اللبنانية، دون الزام أو دون التزام.وفيما يغرق العدو الصهيوني في خيبات هزيمته وتندلع بين قياداته السياسية والعسكرية التناقضات والخلافات، يواصل الرئيس الاميركي حربه على لبنان ومقاومته وصموده ويُكشف المزيد من المعلومات عن التخطيط المشترك للعدوان، وعن استهدافاته الاقليمية في "بزوغ فجر أوسط جديد" كما عبرت، بانتصارية متعجلة وواهمة، وزيرة خارجيته الاميركية كوندوليزا رايس. إن الولاياتالمتحدة هي صاحبة مشروع الهيمنة على المنطقة، وهي التي تُغرق العراق بالدماء والانقسامات، وهي التي، ايضاً، تُطلق يد الاجرام الاسرائيلية في محاولة ابادة الشعب الفلسطيني وتصفية حقوقه.والإنتصار اللبناني هو إنتصار عربي وتحرري عام بامتياز. وهو تتويج لسلسلة انتصارات ضد العدو الاسرائيلي رافقت وميزت المقاومة اللبنانية وخصوصاً حين غزا بلدنا عام 1982 وإحتل العاصمه بيروت وطُرد منها ومن معظم الأراضي التي احتلها، بمساهمة كبيرة لحزبنا ولكل الذين ساهموا في المواجهة، و بشكل خاص في" جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية".ويضع هذا الإنتصار الكبير شعبنا أمام منعطف مصيري، لتكريس انجازاته ولتطويرها، وخصوصاً لإستعادة أرضنا كاملة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولإستعادة أسرانا ولمنع العدو من إنتهاك حرماتنا وأرضنا ومياهنا بأسلحته وعملائه وشبكاته التخريبية.واننا نستغرب اشد الاستغراب ونستنكر أشد الاستنكار ان يبادر البعض بشكل مقصود او غير مقصود، لإضعاف الموقف اللبناني مما يصب موضوعياً في خدمة المطالب الاسرائيلية. ان مصلحة لبنان تقتضي التوحد وراء المصلحة الوطنية اللبنانية التي يجب ان تتجسد في مواجهة الخلل في القرار الدولي، بحيث يتم ضمان تنفيذ المطالب اللبنانية، خصوصاً في تحرير الارض والاسرى. ولن يكون هناك تسامح أبداً مع اولئك الذين يفرطون بعناصر القوة اللبنانية الراهنة لأسباب فئوية، مقرونة بخلل في التقدير، أو بسبب تسديد فواتير مشبوهة للطرف الاميركي خصوصاً.ان من شروط تفعيل الدور اللبناني وتصويبه، تشكيل حكومة وطنية واسعة التمثيل تتمسك بتنفيذ النقاط السبع، وذلك في نطاق معالجة أشمل للخلل الكبير القائم في صلب نظامنا السياسي الطائفي.ويتوجه حزبنا بأسمى أيات التقدير لجماهير شعبنا التي واجهت العدو بالصبر وبالصمود، وللمقاومين الابطال الذين سطروا ملاحم مشهوده في الشجاعة والانتصار. ويتوجه خصوصاً الى الشهداء الأبرار من المقاومة الاسلامية، ومن جماهير شعبنا، ومن رفاقنا في منظمات الحزب في الجنوب والبقاع، ممن رووا بدمائهم الذكية أرضنا الطاهرة لتبقى عصيه على العدوان خالية من دنسه ومقبرة لقطعانه الفاشية.