يستعد رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية جورج بوش الى إستئناف عدوانه الوحشي الذي بدأه في العراق ضد شعوبنا العربية والذي كانت حصيلته، حتى اليوم، أكثر من نصف مليون قتيل وملايين الجرحى والمعوقين وتدمير منهجي ومنظم للمؤسسات والمدن وما عليها.وفي الوقت الذي تّغرق فيه حليفته الإستراتيجية، إسرائيل، قطاع غزة الفلسطيني بالدم، بعد أن خنقته بالحصار المدعوم مصرياً، وفي الوقت الذي تغتال فيه طائراتها الحربية، الأميركية الصنع والتسليح، الأطفال الرضّع وتدمر المنازل فوق رؤوس أصحابها، وبينما يتابع الجيش الصهيوني تجميع حشوده قرب الحدود مع لبنان وتستمر طائراته الحربية في خرق أجواء لبنان، دون أن يرف جفن لمندوبي العالم في الأممالمتحدة، ينطلق جورج بوش باتجاه لبنان، فيرسل مدمراته، الواحدة تلو الأخرى، الى سواحلنا، بحجة أنه سيسعى الى دعم "حكومة لبنان المنتخبة شرعياً"، عبر منع ما أسماه ب "التهديد السوري" للبنان.وإذا كان هذا العمل العدواني لم يفاجئنا، خاصة وأن الأسابيع الماضية قد حفلت بتصريحات متعددة من الأميركيين وبعض حلفائهم اللبنانيين عن تغيرات ستحدث قريباً، هذا عدا عن إعلان دايفيد ساترفيلد رفض إدارة واشنطن للمبادرة العربية لإنهاء الأزمة اللبنانية، إلا أنه يشكل، في ضوء الإنقسام الداخلي الحاد، والإنقسام العربي الذي يكاد ينهي وجود جامعة الدول العربية، بداية لتفجير الأوضاع الداخلية اللبنانية وإحراق لبنان في أتون الفتنة التي تسعى اليها إسرائيل، ومن ورائها الولاياتالمتحدة، منذ ما بعد الهزيمة التي لحقت في عدوان تموز 2006.إن الحزب الشيوعي اللبناني يرى في التهديد الأميركي الجديد محاولة لإرهاب شعبنا وضرب مقاومته، بحيث يتسنى للولايات المتحدة إعطاء دفع جديد لمشروعها الجذري في المنطقة العربية، المسمى ب "الشرق الأوسط الجديد" والهادف الى تقسيم العالم العربي الى دويلات متناحرة وشعوبه الى مجموعات متنافرة، بينما تُنهب ثرواتها، ومنها ما يحكى عنه من وجود كثيف للنفط في لبنان، ويدمر وجودها خدمة لإسرائيل التي أعلنها جورج بوش "دولة لليهود في العالم".لذا، يدعو الحزب الشيوعي اللبناني جماهير شعبنا الى الوقوف في وجه هذا العدوان ومقاومة أدواته وما يحمله من مشاريع فتنة داخلية. ويطالب الحومة اللبنانية، باعتبار الولاياتالمتحدة الأميركية عدوة للبنان وطرد الدبلوماسيين الأميركيين منه. ويدعو كل القوى السياسية للتوحد الوطني في مواجهة هذا العدوان وبشكل خاص تلك القوى التي اعتقدت أن الأميركي يدعم استقلالها وسيادتها، ويدعو الجميع لتبني مبادرته بشكل سريع، بإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إنتقالية تؤسس لحالة وصيغة وطنية جديدة.كما يدعو الشعوب العربية، وبشكل خاص "قوى اليسار والتحرر" في العالم العربي، وشعوب العالم، وقواها الحية، الى أوسع تحرك من أجل منع هذا العدوان الجديد. ويطالب الحكومات العربية، وكذلك حكومات البلدان الأوروبية المحيطة بالمتوسط، بموقف واضح من هذا العدوان، وبالتحديد من استخدام واشنطن، مرة جديدة، أراضي هذه البلدان والقواعد المنشأة فيها للإعتداء على شعب صغير حمل راية المقاومة لتحرير أرضه وللدفاع عن سيادته واستقلاله. بيروت في 29/2/2008 الحزب الشيوعي اللبناني