مرة أخرى تقوم قوات البوليس بالإعتداء على الصحافيين، الذين كانوا يغطون أحداث تظاهرة 20 فبراير، في مدينة الدارالبيضاء، يوم الثلاثاء 13 نوفمبر 2012، حيث تعرض عدد منهم للضرب المبرح، و خاصة الزميل "لحسن اوسيموح"، من جريدة الأحداث المغربية، الذي اسقطه البوليس ارضا و أخدوا يضربونه بشكل همجي، مما أدى الى نقله الى قسم المستعجلات، حيث ما زال طريحا فيه الى حد كتابة هذا البلاغ. كما تتضمن الحملة تجمعات و تظاهرات ومعرضا لصور الإعتداءات و تسجيل فيلم وثائقي بخصوص هذا الموضوع، و الدخول في أشكال أخرى من الفضح و الإحتجاج على المستوى الدولي. كما تعرض عدد آخر من الصحفيين المصورين الى الضرب العنيف و تكسير آلات التصوير، و يتعلق الأمر حسب المعطيات الأولية التي توصلت بها النقابة، بالزملاء: "مؤنس محمد" و "مراد برجة" من وكالة ايس بريس و "احمد الجرفي" من جريدة الصباح. إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، و هي تسجل إدانتها الشديدة لهذا المنهج القمعي، الذي يعود بالمغرب سنوات إلى الوراء، تذكر انها طالما راسلت كلا من وزراء الداخلية و العدل و الإتصال، و طالبت بفتح تحقيق في قضايا الإعتداءات على الصحافيين من طرف البوليس، لكن بدون جدوى. و يتأكد من توالي الاعتداءات على الصحافيين، خلال الأسابيع الأخيرة، ان هناك نية مبيتة و استهداف واضح ضدهم، قصد ترهيبهم، و صدهم عن تغطية أحداث التظاهرات الإجتماعية و السياسية. و تعتبر النقابة أن ما يقوم به البوليس من اعتداء على الصحافيين، يشكل خرقا على كل المستويات الدستورية و القانونية، حيث ينص الدستور على حرية الصحافة و الحق في الولوج الى المعلومات و إخبار الرأي العام، و هذا يدخل في صميم العمل الصحافي، كما تنص القوانين المؤطرة للصحافة و للعمل المهني، على حق الصحافيين في الإشتغال، في كل الأماكن و تغطية كل الأحداث السارة و غير السارة، بل ان نصوصا من القانون الإنساني الدولي، الذي صادقت عليها بلادنا، تعطي الحق للصحافيين في تغطية النزاعات المسلحة و الحروب. و يمنع القانون موظفي الأمن من تعذيب و ضرب سائر المواطنين، فما بالك إذا كانوا صحافيين، تسمح لهم بطاقة الصحافة بمزاولة مهنتهم، و تغطية الأحداث التي كلفوا بها من طرف المؤسسات التي يشتغلون بها. أمام التعنت و النية القصدية في الإعتداء على الصحافيين، فإن النقابة تدعو كافة الزميلات و الزملاء، وكل الحقوقيين و النشطاء المتعاطفين مع حرية الصحافة، الى المشاركة الواسعة في الوقفة الإحتجاجية، يوم 15 نوفمبر، (اليوم الوطني للإعلام) على الساعة الخامسة مساء، أمام مقر وزارة العدل بالرباط ، قصد المطالبة بفتح تحقيق فيما جرى، و تقديم المعتدين للقضاء. كما تعلن عن حملة لحماية الصحافيين، تتضمن كتابة مذكرة إلى رئيس الحكومة و إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتنظيم مناقشة واستماع للصحافيين ووضع تقرير خاص بهذه القضية، و دعوة المنظمات الحقوقية المغربية لمساندة هذه الحملة، بكل الوسائل القانونية و السياسية واقتراح فتح نقاش في البرلمان حول هذا الموضوع و مخاطبة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ومديري الإذاعات والقنوات العمومية و الخاصة، بهدف إعتماد تأمين خاص للصحافيين تجاه مثل هذه الحوادث والتفكير في مقاطعة أنشطة رسمية، إذا استمرت هذه الممارسات. عن موقع النقابة الوطنية للصحافة المغربية