السفر و كما جاء في المعجم قطع مسافة، والسفر كذلك البعد، و سفر الصبح بياضه، و بقية بياض اليوم سفر، و سفر الشيء انكشف، و سفر موضعا نكسه، وسفر فكرة كتبها ،و سفرت زيارة حبيب أضاءت و أشرقت . و سبب فتح باب السفر و إن كثرت معانيه لابد منه انطلاقا من وجوب سفر وطننا من أولئك الذين عوض الخجل من أنفسهم يخجلون منه لأنهم عبر أفواههم و أقلام بعض ممن سخروا أرادوا بعد أن سفرت زيارة الملك الخليج، أرادوا أن نظن أنما ذهبنا لنستجدي العطاء و نسأل الصدقة. وارد عليهم و على من أراد سفر النار وراء سفر الملك مع ستمائةعلى أنهم لم يسافروا إلى الخليج حاملين في حقائبهم دلائل الخيرات و أن كان ذلك جائزا أن أخدنا بعين الاعتبار جغرافية الاتجاه و إنما سافروا بعد إن سفروا فيما حملته حقائبهم من ثلاثة عشر سنة من الكد و العمل والصبر كذلك، حملوا معهم عشرات المئات من الكيلومترات قطعت سفرا حرا و قرا في سبيل تقدم شعب، حملوا معهم العشرات من المنجزات من مؤانئ شابة عوضا عن أخرى في مواضع شاخت ،حملوا معهم مطارات على مستوى عال من التقنية جعلت من الإقلاع و الهبوط أمور هانت، حملوا معهم طرقا سيارة جعلت من المغرب شمالا جنوبا شرقا وغربا دولة في قطعها مسألة سهلت ،حملوا معهم إدارات ومنشآت من الدنس سفرت حملوا معهم ادراة ترابية وجهت للتعامل مع مثيلات تطورت، حملوا معهم مراكز اقتصادية بعد الضيق رحبت ،حملوا استقرار امة حسبها الأعداء شتتت . إن كل من أراد لهذا السفر نصبا دون جدوى و نشر أو ظن إننا ذهبنا لنستجدي الرزق بعد فاقة، من أولئك الذين لا قلب لهم على وطنهم، أقول لهم إنما ذهبنا لنرد جميلا لإخوان لنا في النعمان واللغة والدين كي يعم الخير كله الشعوب كلها ،و أقول لهم كذلك إن كنتم خائفين على مكتسباتكم و على أطركم و عمالكم الذين أعطوكم أكثر مما وهبتموهم لماذا تهربتم ضرائبيا، و من الخدمات اجتماعيا، ولماذا أغفلتم التواصل و البحث و التطور، وكم كنا نتمنى أن تكونوا في مستوى وطنكم وما وهبكم إياه، مع العلم أنكم استنزفتم موارده وخيراته . واعلموا جازاكم الله أن الحجاز و أهله منبع التجارة، و إنكم ستكونون في تعاملكم معهم مجبرين على التطور و مسايرة العصر لأنهم إن لم يكن في علمكم قد وصلوا درجة من التقدم جعلتهم يتعاملون معنا عن معرفة ورضا بما سيجنونه من خيرات وربح وفير . إنني استحيي من ذكر بعض الأمثلة العربية لؤلئك الذين حسبوا أنفسهم استعلوا علينا، والتي يمكن أن توجز فكرتي، احتراما للقراء الكرام و أقول بعد ذلك أن السفر ضرب في الأرض طلبا للرزق و هذا سفر سيكون فيه بعد أن يشاء الله، خيرا عميما لأبناء المغرب الأبرار، و ما يسر الرحمن زيارة بيته لمسافرينا ألا ليكون بعدها يسر ألم يقل الله جل جلاله " فإن مع العسر يسرا *إن مع العسر يسرا" و اليسر يسران و العسر واحد ذهب. أما أنا فسأسافر عائدا إليكم قريبا إن شاء الله كي افتح و إياكم باب أخر من أبواب المعرفة.