تعد تربية الطيور من الهوايات المنتشرة بكثرة في الكثير من المدن المغربية يعشقها الكبار والصغار ولها طقوس وعادات وتنظيمات و جمعيات و منتديات و مهرجانات تقام خلالها مسابقات لأحسن صوت وأجمل طائر الطفلة أميمة بلقايد (عشر سنوات) بطلة المغرب والحائزة على كأس العرش لسنة2005 في تغريد الطائر التنبراندو واحدة من المولعين بتربية العصافير وتدريبها على التغريد ،بلغ ارتباطها بها حد أنها تنام بالقرب منها في السرير قالت يعجني زقزقة العصافير،وأنصت والسرور يدغدغ آذاني إلى تغريدِها ،فأؤخذ بأصواتِ العصافير المختلفة، وبحديثها الذي لا يسمع له كلام،وقالت أنا أحب كثيرا عالم الطيور خاصة المغردة واشعر بنوع من الألفة والارتياح بل كل الارتياح حين أضع طائري على كف يدي وأتحدث معه وأشعر أني أعوضه نقصا عاطفيا يعيشه فالطيور تعيش الصدق في المشاعر والوفاء أكثر بكثير من البشر لذلك فانا أفضل رؤيتها في الطبيعة أكثر من تقييدها في الأقفاص، وتعتقد أميمة أن وجود عصفور شريك للإنسان في حياته يعوضه في أوقات كثيرة عن الأصدقاء غير انه يتعين الاعتناء به والاهتمام بكل ما يخصه و تقديم كل ما يحتاجه حتى يعيش سليما معافا وفي أوقات كثيرة تسمع أميمة عصافيرها تشدو فتغني معها وتشعر بأنها تستمع جيدا لها وتعرف متى تكون سعيدة ومتى تكون حزينة وكيف ترضيها وتعلق أميمة قائلة (قد ينقطع الطائر فجأة عن الغناء دون أي سبب ظاهري ، وقد يدل هذا على إصابته بمرض ما أو قد يكون هذا العزوف إشارة إلى شعور الطائر بالوحدة والضيق ، والطيور الصغيرة لا تعرف كيف تغني ، لذا يمكن شراء أشرطة مقطوعات غنائية لنقوم بتسميعها للطائر كي تقلدها كما يمكن أيضا وضع طائر غناء في قفص الطائر الصغير ليلقنه أصول الغناء ، وتنصح اميمة أن لا يترك الطائر وحيدا مدة طويلة في قفصه لان ذلك يؤثر سلبا على صحته وقد يؤدي إلى آثار وخيمة على نفسه ،ومن أحلك الأوقات التي يمر بها المولع تقول أميمة هي موت طائر المولع المحبب ومع ذلك فلا اعتراض على قضائه وقدره لأن هذه هي حال الدنيا وسنتها وفي سؤال عن طائر التيمبرادو الذي حصلت من خلاله بجائزة كاس العرش في التغريد وتوجت بصدده كبطلة المغرب قالت اميمة شاهدت الطيور على اختلاف أنواعها مند أن فتحت عيني على الدنيا وتربيت في كنف والدي المولوع بتربية الطيور وهو بالمناسبة رئيس جمعية المنقار الذهبي للمحافظة على البيئة وفن تربية الطيور وهي أول جمعية مغربية مختصة في تربية طائر التيمبراندو وهي أيضا الجمعية المشرفة على لجنة هذا النوع من الطيور داخل الجامعة الملكية المغربية للطيور المغردة ،وقد ولعت بهذا الطائر المهجن وعملت على تربيته وتغريده لمدة ثلاثة أشهر ، وقد نافست في المبارة أناس متمرسين و خبراء في تربية الطيور واستطعت بحمد الله أولا وبتوجيه من والدي إلى الحصول على كاس العرش لسنة 2005 الذي نظم بمدينة الجديدة بدعم من مجلس البلدية بالإضافة إلى تتويجي كبطلة للمغرب ، وأنا اليوم استعد لخوض غمار المبارة الثانية لكأس العرش في شهر نوفمبر المقبل والتي ستدور أطوارها بمدينة الجديدة وسيحضره حكام من دولة اسبانيا كما ستشارك فيه جميع الجمعيات والأندية المغربية المهتمة بهذا الصنف من العصافيروفي سؤال عن هذا الصنف من الطيور قال والد البطلة رشيد بلقايد رئيس جمعية المنقار الذهبي بمدينة الجديدة، عرف طائر التيمبرادو في دولة اسبانيا وهو طائر مهجن من أصل الكناري والسبب أن الأسبان كانوا قد طردوا من مسابقة في تغريد الطائر (الهارز) الألماني سنة 1918 والذي أقيم بروما فقرروا آنذاك تهجين الكنار الموجود في جزر الكناري المغربية بعد بحث دام عشر سنوات لتتوج مجهوداتهم بهذا النوع من الطيور المهجنة وهو طائر أنيق يتميز غنائه باحتوائه على اثني عشر طبقة صوتية مختلفة في حين أن الكناري لايتعدى تغريده أربع طبقات، ويعتبر التيمبرادو الأنقى في أسبانيا حيث انه يربى لغنائه فقط ويتميز أيضا بذاكرة قوية مما أهله ليكون من بين أحسن الطيور المغردة في العالم إلى جانب الهارز الألماني والمالينو البلجيكي ، سمي بالتيمبرادو لأن صوته يشب صوت الأجراس الشعبية في أسبانيا ، وابرز رشيد بلقايد أن العالم العربي لازال لم يدخل غمار التهجين الفعلي ويعتبر المغرب بلدا رائدا على الصعيد العربي والأفريقي في تغريد الطيور وأضاف أن جمعية المنقار الذهبي التي يوجد مقرها بمدينة الجديدة دخلت غمار تجربة التهجين ووصلت إلى مراحل جد متقدمة منها وضع المقاييس المستنتجة من التهجين لنزع الاعتراف بها من طرف الكنفدرالية العالمية للطيور المغردة، وفي إجابته على سؤال يهم أهداف الجمعية البيئية قال بلقايد انه بالرغم من وجود محمية بسوس ماسة الطبيعية احد أكبر المحميات العالمية للطيور وبخاصة طير أبي منجل وهو طائر مائي طويل القائمتين والمنقار، هناك حوالي 200 نوعاً من الطيور بل وأكثر مهددة بالانقراض يجري إكثارها بالتوالد في هذه المحمية. وقد بُدء فعلا بإعادة بعض هذه الأنواع إلى أوروبا ومن بينها طائر الحسون الذي يحبه المغاربة وهو مهدد بالانقراض بسبب الصيد المفرط واللاعقلاني من طرف القناصة ويذكر في هذا الباب انه تم منع صيده بفرنسا وان الكثير من دول أوربا قننت صيده ، وفي المغرب يقوم القناصة على العمل بإبادته بسبب الهجوم على أعشاشه لبيعها في الأسواق وبخاصة بمدينة الدارالبيضاء وبأثمان جد مرتفعة كما يتم تصدير القناصة له إلى اسباني والجزائر وقد يصل الواحد منه 500 درهم وغالبا ما تتم عملية صيده أثناء موسم التزاوج، وجمعية المنقار الذهبي تعمل جاهدة للحفاظ على جنسه وعلى تكاثره وإعادته إلى بيئته الطبيعية