محسن الشقوري بقلم : محسن الشقوري النظام بمفهومه اللغوي وكما جاء في المعجم هو جمع نظم ويقال الخيط ينظم به اللؤلؤ أو غيره ويقال أيضا النظام، مجموع القواعد و الأحكام المبينة لواجبات الموظفين و الجزاءات التي توقعها عليهم السلطة التأديبية وقالوا جاءنا نظام من جراد يعني الاتساق و الترتيب. عند ربة البيت النظام هو الحضور في أوقات الأكل ووضع الأحذية و الملابس في أماكنها وترتيبها وعند اشتراكيينا ويساريينا ولادينيينا فالكلمة تعني المخزن و بالأحرى كلمة حق يراد بها باطل ولولا النظام الذي يتميز به المخزن لما سموه هكذا ولقلة نظام هؤلاء ولفرط حساسيتهم تجاه الكلمة أضاعوها بشقيها، أما بالنسبة لأحرارنا و استقلاليينا ولفيف من أحزابنا فهي تكريس لقلته. ولنقابيينا ومنضويينا ومشاغبينا فالكلمة لا تعني أكثر من نقطة مع الإعلان عن إضراب عام لوجود التعريف عليها و لمتقاعدينا تعني أولا وأخيرا الانضباط في الطابور أمام شبابيك الخزائن العامة. ولواحد من عظام ملوك الدولة العلوية فهي جواب لمبعوثه إلى الديار الأوروبية حين أرسله لتحري سبب تقدمهم فكان جوابه أنه حين تقف وراء شجرة من غابة لا يمكن لك رؤية الأشجار الأخرى لأن الغابة زرعت بترتيب وفي اتساق وكذلك حينما تكون وراء مصباح شارع لا ترى الأخرين لأن الكل موضوع بنظام. وبالنسبة للبريطانيين فهي ضبط أوقات تناول الشاي. أما في المغرب فنذهب إلى المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية والذي مر في نظام تام وتوافق مع (النظام) وكان في غاية التنسيق لدرجة أن (النظام) مكنه من دعوة و اسيتقبال خالد مشعل لحضوره و التواصل مع رؤساء الأحزاب الأخرى الفاقدة للنظام وكذا دخوله للمملة بانتظام و التحرك داخلها في نظام و الخروج منها مودعا شاكرا ممتنا ل(النظام). فهمنا إذا لماذا راهن (النظام) على هذا الحزب: لقد كان لا بد للأول أن يغير نظرته إلى طريقة تطبيق الديمقراطية مع العلم أنها كانت حاضرة بيننا لكنها كانت فاقدة للنظام وكان لا بد له من مسايرة العصر ولقلة النظام أفزعته الأحزاب وضيعت عليه وعلى المغرب ردحا من الزمان ومن ثمة إختار من بينها الأكثر تنظيما و نظاما وتباتا في القرار ومن ثمة كذلك إشراكه في (النظام) ووجد فاهما متفهما حاميا لنظم النظام ووجد فيه المغاربة اللذين صوتوا له وبوؤوه مكانة محترمة بين عديمي النظام، حزبا يعرف كيف ينظم قراراته وتصوراته لمستقبل السياسة في المغرب داخل خيط (النظام) ووجد أن أعضاءه يحترمون النظام و السلطة داخله حتى أنه طرد من هم المخالفون للنظام في إطار نقطة نظام حماية للعلاقة ب (النظام). من فضلكم لكي تكرموا عيشوا في نظام و المجد و السؤدد ل(نظام وكونوا له سندا ليعيد لنا النظام.