يعاني منخرطي الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي المصابين بمرض الروماتويد من ظلم كبير يتزايد أكثر فأكثر، إذ يطلب منهم الحضور بأنفسهم من أجل أخذ الدواء، دون مراعاة لإعاقتهم والمضايقات التي تسببها التنقلات المتعددة والتي لا طائل من ورائها بين عدة مدن في المملكة. و كشف بلاغ صحفي للمتضررين، توصلت صحيفة "أسيف" الالكترونية، أن المنظمة المذكورة، تعيق حقهم في الولوج للعلاج منذ شهر، و ترفض وترجع أي ملف لتسديد تكاليف العلاج ضد مرض الروماتويد، متذرعة في حالات عدة بانقطاع الأدوية في صيدليتها. وزاد البلاغ موضحا أن "العلاج أصبح مقلقا أكثر وأكثر تكلفة. فبيع كافة الممتلكات، الاستدانة أو التخلي عن العلاجات تبقى الحلول الرئيسية أمام المرضى المتأثرين بشدة بالعواقب الوخيمة لمرضهم." فالسيدة (س.) مريضة بالتهاب المفاصل الروماتويد منذ 10 سنوات، وكما العديد من المرضى الذين لم يجدوا منفذا آخر غير اللجوء للجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد من أجل مساعدتهم.
و في هذا السياق قالت السيدة ليلى نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد، "نحن نتقدم بالتأكيد، لكن بشكل عكسي....! في الوقت الذي نطمح إلى التكفل بالمرضى من أبناء شعبنا، نجد أن رفض التعاون من جهة المسؤولين في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي لا يزيد إلا في تفاقم محنة المرضى. هذه واحدة من أكثر الوضعيات التي لا تطاق لأنها تتعارض مع الجهود التي يبذلها الجميع من أجل تحسين نوعية حياة مرضانا."
و طالبت الجمعية المشار إليها، علنا ورسميا المدير العام للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي السيد عبد العزيز عدنان، من أجل حل هذه المعضلة وإعطاء تعليماته، بغية تمكين المنخرطين في هذا الصندوق المصابين بمرض الروماتويد من الحصول على العلاج، دون الحاجة إلى التنقل بين جميع مناطق المغرب أو معاناة أشكال مختلفة من المضايقات الإدارية التي أثيرت من قبل المرضى الذين لجئوا إلى الجمعية من أجل هذا الغرض.
و قد أن جمعية نجدي وضعت رقم هاتفيا خاصا للطوارئ (05 22 27 23 05 أو0661783045) بالنسبة لجميع المرضى الراغبين في الحصول على مساعدة من نوع إداري، اجتماعي وقانوني. و تأتي هذه المبادرة لإثارة انتباه المسؤولين عن الصندوق المعني، و مختلف التعاضديات، و النقابات، و الوزارات المعنية والمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان إلى الحاجة الماسة للاعتراف بمرض التهاب المفاصل الروماتويد كمرض معيق يتطلب تكفلا طبيا، اجتماعيا ونفسيا خاصا."
يذكر أن الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد الرئيسية، تأسست منذ سنة 2007، و تتمثل مهمتها في تزويد الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويد وأسرهم بمعلومات عن هذا المرض، التكفل به والعلاجات الجديدة. والهدف و تحسين نوعية حياة المرضى. وتقترح الجمعية التي تتألف من المرضى وأفراد أسرهم، علاوة على أطباء وبيولوجيين، و تقدم الدعم المالي وكذا الدعم النفسي".