يستقطب موسم مولاي بوشعيب السارية أفواجا من الزوار والمتتبعين، يأتون إلى مدينة آزمور لحضور فعالياته وأنشطته وفقراته الدينية ويجسد طقوسا احتفالية دينية عريقة في مناخ مشبع بالعطور والبخور والفرح حافظ الشرفاء الشوفانيون على تنظيمه بكل ما اوتوا من جهد على مدى سنوات بل وعقود حتى صارتقليد ديني سنوي لا يمكن لأي منهم ان يهمل هذه المناسبة، أو يتخلى عن إحيائها بالمقدار الذي تسمح به إمكانياتهام وظروفهم. وقد يتحملون الصعاب، ويواجهون المشاق، في إقامة شعائره ، لكنهم لا يتراجعون عن هذا الموسم، الذي أصبح مظهراً وسياجاً لهويتهم الدينية، وقداشتهر الشرفاء الشوفانيين بكرمهم الحاتمي واستقبالهم الحار للضيوف، وحبهم وعشقهم للثقافة والفنون، قبل انعقاد الموسم حركة غير عادية لا تنفتر حيث يعمل الشرفاء و سلطات المدينة على تهيئ الجو الملائم لإضفاء الصبغة الرسمية على هذا الموسم و ذلك بتوفير جميع الضروريات و المستلزمات وسط طقوس احتفالية وحضور واسع للمتفرجين الذين يأتون من كل حدب وصوب لاقتناص هذه اللحظات الروحيةالخالصة، فموسم الوالي الصالح مولاي بوشعيب السارية مكونا مهما من مكونات الذاكرة الصوفية الازمورية يعكس التقدير والاحترام الذي يكنه المغاربة لهذا الوالي الصالح الذي اسس زاوية ضمن الطريقة الشادلية التي كانت تدعوا لحماية الاسلام من القوى المغيرة المسيحية المتربصة بالثغور المغربية الى جانب الحث على تربية النفس والروح من خلال النسك والزهدولم يكن اشعاع مدينة ازمور الديني اذاك منحصرا داخل المغرب بل تعداه الى المشرق فاصبح قبلة للمشارقة وشفيعنا في ذالك ان سليمان بن عبد النور كما قدمه كتاب التشوف الى رجال التصوف راى طائفة من متصوفة المشرق وصلوا الى بلد ازمور لزيارة ابي شعيب السارية وابي عبد الله امغار وابي عيسى فوجدوهم قد ماتوا، فزاروا قبورهم، فقيل لهم من اين وصلتم؟، قالوا وصلنا من بلاد اليمن، فقيل لهم من الذي اوصلكم ؟ فقالوا لما نام بعضنا راى في منامه الجنة وراى فيها قصور عظيمة فقيل لهم ، لمن هذه القصور؟ فاخبروهم هي لقوم من صنهاجة ازمور وهم ابن امغار وابو شعيب وابو عيسى ومولاي بوشعيب ايوب بن الصنهاجي الملقب بالسارية كما تقدمه كتب المناقب ولد بقرية ايير من بلاد عبدة( اسفي) سنة 463 هجرية ونشا بها وارتحل في طلب العلم الى عدة مدن من المغرب منها اغمات اوريكة مراكش وارتحل ايضا الى الاندلس كما انتقل الى الشام والعراق ومصر طالبا للعلم وهو من بين الاوائل للفكر الصوفي بالمغرب،لقد بدأ مولاي بوشعيب حياته معلما للقرآن في احدى قرى دكالة وكان يدخل الى الكتاب متوكئا على عصاه ويضل واقفا الى ان ينصرف عن مجلسه الصبيان وكان يخاف على نفسه ان يكون مقصرا فيما عليه من واجب، وقد وصف بالسارية لانه عندما يقوم للصلاة فانه كان يطيل الوقوف متعامدا مع سواري المسجد حتى يكاد يبدوا كواحدة منها فقد وصفته كتب المناقب انه كان يغيب عن الوجود اثناء تعبده حتى لا يكاد يشعر بمن حولهوابرز نقيب الشرفاء الشوفانيين ومقدم ضريح الوالي الصالح الاديب بوشعيب الشوفاني صاحب رواية من ثقب الباب واحد المهتمين بظاهرةالخوارق ان موسم مولاي بوشعيب السارية فقد بعض من انشطته الموازية حيث كان فيمامضى يحضى بزيارة طائفة الشعيبات باولاد فرج بضواحى مدينة الجديدة وكانت الطائفة العيساوية تصعد الى الضريح بلوحات من الموسيقى الروحية التي تشتهر بها بالاضافة الى سوق ينعقد خلال ايام الموسم كان يشتهر بالحلقات الشعبية وفلكلورية واضاف انه مند عشرة سنوات لم يعد لهذه الانشطة اي وجودينطلق موسم مولاي بوشعيب السارية كما جرت العادة في الاسبوع الاول من شهر شتنبر باقامة الاحتفالات الدينية طيلة ثلاثة ايام يتم خلالها قراءة القران الكريم وقراءة اللطيف والذكر الصوفي غير ان من ابرز برامج الموسم الانشادو الامداح النبوية التي تذكر الناس بتعاليم الدين وتشرح لهم مبادئه واحكامه وتتحدث لهم عن سيرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه)،واهل بيته الكرام عليهم السلام وعما قدموه من تضحيات لخدمة الدين واصلاح الامة ، انها امداح كثيرة مكثفةفيها زاد كبير للقلب وحياةللروح واستحياء للنفس وكلما طالت الامداح واشتد المناجات وسالت معها العبرات احس القلب أنساً وحلاوة لا يضاهيها حلاوة تساعد في تحصين الناشئة من المفاسد والانحرافات وفي توعية الجمهور بواجباته الدينية ومسؤولياته الاجتماعية، وفي اليوم الموالي يتم حفل إعذار اليتامى وأبناء المعوزين وتوزيع النظارات الطبية على الاطفال المعوزين والكراسي المتحركة على المقعدين كما يتم بالتالي توزيع الهبة الملكية على الضعاف والشرفاء والطلبة