مرحبا بك شيخنا وعالمنا وأستاذنا القرضاوي، وحللت أهلا ونزلت سهلا بين إخوانك وأبنائك وتلامذتك من أبناء الصحوة الإسلامية بالمغرب، وبين عموم أبناء هذا الشعب المغربي المسلم، وعذرا شيخنا إن خرجت من بيننا ''بَشرة'' مضرة من بعض السفلة الذين لا يعرفون قدر العلماء ولا يقدرون قواعد الضيافة واللباقة، عذرا إن تطاولت عليك حشرة آدمية من الحشرات التي لا تنتعش إلا وسط العفن والمزابل الشيوعية. ربما لم تكترث يا شيخنا لما كتبه عنك أحدهم وهو يصف أفكارك وتوجهاتك بأنها تحاليل خرقاء، لأن هذه هي عادة وأخلاق العلماء والأعلام الشوامخ، لا يلتفتون للسفهاء، لكننا يا شيخنا لا نرضى أن يتطاول عليك مثل هؤلاء الأقزام الذين يعجزون عن كتابة كلمات كاملة فيعمدون إلى كتابة أرباع الكلمات. عذرا شيخنا القرضاوي ففينا ''بَشرات'' مضرة لا تحب أن تشم رائحة الدين وكأنه مبيد يقضي عليها وعلى أهوائها ونزواتها، فتعمد دائما إلى النيل من كل من ينادي بتحكيم شرع الله في الحياة، ولا تبتئس بما يقولون فإنهم قوم لفظهم الشعب وانزووا في ركن ينبحون منه بين الحين والحين ويسعون يائسين خائبين ليزعجوا من يلتصق بهموم الأمة ويعايش أبناءها ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم. يزعجهم ويغيظهم أن تطأ قدماك أرض المغرب وتلتقي بأحبائك وإخوانك في الله، ويموتون غيظا لأنهم لا يطيقون رؤية كل هذا الالتفاف الجماهيري حول الصحوة الإسلامية، ولا يطيقون رؤية هذه الحشود الجماهيرية التي تحج إلى محاضراتك هذه الأيام، ولا تستغرب لأنهم مريضون بالرهان الانتخابي، ويظنون أن كل هؤلاء الذين يحجون إلى محاضراتك اليوم ويسمعون منك المواعظ والنصائح والتوجيهات، ويتدارسون معك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ربما قد يتحولون إلى أصوات تحمل الإسلاميين إلى صدارة صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة، ولذلك فهم لن يتركوا فرصة وجودك هنا بالمغرب دون أن يلمزوك ويلمزوا فكرك ما استطاعوا. هم يغيظهم أن تكون معتدلا في فكرك ومتنورا وقويا في مواقفك، لذلك فلا بأس عندهم حتى لو كذبوا عليك واتهموك بأنك لزمت الصمت خلال العدوان الصهيوني على لبنان ولم تظهر، وهم لا يهمهم تضامنك مع لبنان، ولو كان يهمهم ذلك لعلموا أنك أصدرت بيانا في الموضوع ودعوت المسلمين إلى دعم المقاومة بقوة، بل وأفتيت بوجوب مساندة حزب الله ووقفت في وجه بعض الفتاوى التي حرمت مساندة المقاومة اللبنانية لأنها شيعية، ولو كانت المقاومة تهم هذه ''البشرات'' المضرة عندنا ما نشروا غيرما مرة مقالات تفت في عضد المقاومين في فلسطين ولبنان وتعتبرهم إرهابيين، لو كانت المقاومة تهمهم ما نشرو في الأيام الأخيرة بيانا وقعه أحد قيادييهم باسمه يساوي فيه بين الصهاينة وبين حماس، ويقول إنهم كلهم إرهابيون وقتلة. ''بَشرَاتُنا'' المضرة يا شيخنا القرضاوي لا تحب من يخلط بين الدين والسياسة حسب زعمها، وهي في الحقيقة لا تريد للدين أن ينتشر بيننا، تريده أن ينزوي في أركان غابرة من قلوبنا، وألا يجد طريقا إلى حياتنا، ''بَشرَاتُنا'' الشيوعية المضرة لن تنسى أبدا تلك الهزيمة النكراء التي مني بها مشروعها التغريبي الذي أملته عليها المنظمات الغربية، هم مازالوا يذكرون خطتهم لإدماج المرأة في ''التّعمية''، رغم أن الشعب المغربي قد أقبرها منذ 6 سنوات، لكن غصتها مازالت في حلقهم. هم يفترون عليك وينصحونك أن تغض بصرك عن بنات المغاربة، لأنهم يظنونك مثلهم وحاشاك ذلك ، فقد ألفت أعينهم ان تتجول بين تضاريس أجساد بنات الناس، يتأملون صدورهن وأردافهم وأعينهم وشعورهن، ولا يرتاحون إلا عندما يرونهن عاريات على جنبات الشواطئ والمسابح وفي الشوارع والنوادي، لا ليتمتعن بحقهن في الشمس والماء الزلال كما زعم أحدهم، ولكن ليتمتعوا هم بما يظنونه حقا لهم في أجسادهن، هم لا يحبون أن تتزوج بنات المغاربة لأنهم يريدونهن خليلات صالحات للاستعمال في كل وقت وحين ومع كل من هب ودب، ويسعون لأن تبنى لهن الخيريات ويحتفى بهن وهن يحملن لقب ''الأمهات العازبات''، أو على الأصح الأمهات الزانيات، لكن اطمئن شيخنا فالمغرب والمغاربة بخير، وتمتع بعطلتك بيننا قدر ما شئت من الوقت، ولتمت ''البَشَرات'' المضرة غيظا.