شهد أزيد من 1400 مشارك ومشاركة جاؤوا من مختلف أنحاء المغرب انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية يوم الأربعاء بمكناس، وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والضيوف والزوار. وأبى الدكتور عبد الكريم الخطيب إلا أن يكون حاضرا في الجلسة الافتتاحية التي شهدت امتزاج الأغاني الشبابية بالأناشيد الوطنية من خلال كلمة عبر الهاتف حركت المشاعر وأضافت إلى الجلسة الافتتاحية نكهة خاصة، ورسمت للكثيرين من حضروا خطوط العمل الجاد والنضال من أجل مبادئ الحزب، و"الالتزام بالإسلام كخط لا حياد عليه"، كما جاء على لسان الخطيب . وأبرز الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، أن من بين الموافقات الطيبة هو تزامن انعقاد الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية مع ذكرى غالية على المغاربة وهي ذكرى ثورة الملك والشعب، كما تزامن الملتقى مع الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية على الصهاينة المحتلين. وربط الدكتور العثماني بين ملحمة 20 غشت وانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان، مشيرا أن من أهم الدروس التي يجب أن يستفاد منها أن المقاومة هي شرف وسياج هذه الأمة لمقارعة الاحتلال ورد عدوان الغزاة الذين لا يعترفون بأي منطق إلا منطق القوة، مؤكدا أن الأقلام التي تشكك في جدوى المقاومة هي أقلام مهزومة لا ينبغي الالتفات إليها.وأضاف أن المقاومة أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ليس بالأسلحة الفتاكة، ولكن بالإرادة والإيمان الكفيلان بصنع الانتصار، مؤكدا على ضرورة تقديم التحية إلى رجال المقاومة، والأسرى الذين لم يعرفهم المجتمع الدولي مثلما عرف جنديين صهيونيين أسرا في ساحة المعركة ومدججين بسلاحهما.وفي الشأن الوطني قال العثماني إن حزب العدالة والتنمية حزب وطني يهتم بالوطن واستقراره وتنميته وتقدمه وازدهار أبنائه، كما أنه حزب تجديدي بامتياز، "فهو لا ينظر إلى الماضي إلا بالقدر الذي يبني به حاضره ومستقبله، وهو ضد التقليد والتقليدية، ومتسم بالإيجابية والنضالية " مذكرا أن الحزب وهو يمارس المساندة النقدية أو المعارضة البناءة كان يستحضر مصالح هذا الوطن، ولم يكن يوما من الذين يستغلون موقعهم في المعارضة من أجل تجميع الغاضبين وتسويد الوقائع أكثر من اللازم .وأضاف العثماني قائلا:" إن الحديث عن الواقع السياسي وعن دور الحزب الإصلاحي ينبني على استحضارنا الدائم لهويتنا الدينية والوطنية وعلى تحديد أهدافنا واستراتيجيتنا بوضوح. فبدون خط سياسي واضح، وأهداف مدققة، لا يمكن إنجاز أي عمل فعال ولا تحقيق إنجاز سياسي لمصلحة بلادنا وشعبنا"، ودعا الشباب الحاضرين إلى التسلح بالمعرفة والعلم والمنهج التجديدي، وقال إن على الشبيبة أن تكون حركة تنموية في الواقع وليس حركة تعبئة سياسية فقط، كما دعا إلى فتح الباب لانخراط الشباب في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مؤكدا أن شباب العدالة والتنمية مستعد أيضا للانخرط في هذه المبادرة بدون أجر ولا شهرة ولامنصب ولاجاه، وهوملتزم بمبادئ الحزب المرتكزة على لاعتدال والوسطية ومقاومة الفساد .وقال الدكتور عيسي الدريبي المسؤول عن مؤسسة "الندوة العالمية للشباب الإسلامي"في منطقة المغرب العربي، إن على شباب هذه الأمة أن يثق بنفسه لأن أول خطوة للانتصار هي الثقة بالنفس والسير قدما نحو الأهداف الواضحة، كما ذكر الشباب الحاضر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن انتصار هذه الأمة رهين برجوع الشبان إلى دينهم والالنزام بمبادئه .وقال عبد العزيز رباح الكاتب الوطني للشبيبة إن اختيار مدينة مكناس لاحتضان فعاليات الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية له أكثر من دلالة، خاصة وأن المدينة تعرف نجاحا ملحوظا في تسيير الشؤون المحلية من قبل الحزب، بالرغم من التشويش الذي يصاحب هذه التجربة الفتية والذي لم ينل من العزائم القوية، مضيفا في كلمة تفاعل معها الحضور برفع شعارات لفترات متوالية أن المغرب يحتاج إلى حكومة قوية وأحزاب قوية وجمعيات قوية، ومواطنين مشاركين وأن سنة 2007 ستكون ميزانا حقيقيا تعز فيه الأحزاب أو تهان .واعتبر في إشارة إلى نضالية الشباب الحاضر أن الملتقى الوطني الخامس هو ملتقى من فئة خمسة نجوم، ليس بالمفهوم المتدوال للكلمة، ولكن خمسة نجوم في التضخية والوطنية والتربية والالتزام، داعيا أبناء الشبيبة إلى الإخلاص إلى الوطن والدين .