الصور للزميل صديق عبد الكريم لم يكن تشييد مدينة الحسيمة في موقعها الراهن وليد صدفة، ففي بداية الأمر أراد الجنرال الاسباني "سنخورخو" بناء مدينة الحسيمة في منطقة السواني الشاسعة الأطراف. و لكن نزولا عند رغبة عشيقته الملحاحة، اضطر إلى تشيدها في المكان الحالي.
في البداية ابتدأت بنصب الخيام التي آوت الجنود و المدنيين الذين رافقوهم لدى الإنزال الشهير في كلابونيطا /صباديا/ كيمادوا سنة 1925، بل حتى الدكان الأول و المقهى و المطعم كانوا عبارة عن خيام. أما المياه العذبة فقد كانت نتيجة تحلية مياه البحر من طرف آلة خاصة جُلبت لذلك و وُضعت في الجزء اليساري من شاطئ "كيمادو". و لبنة إثر لبنة بدأت تظهر المنازل الأولى المكونة لشارع "بريمو ذي ريفيرا"، محمد الخامس الحالي. و في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي كانت "فييا سنخورخو- ألوسيماس" مدينة ممتدة في شساعتها.
و بُعيْد الاستقلال أي في الستينات و السبعينات بدأت الهجرة من القرى المجاورة إلى المدينة الناشئة، كيف لا و العمال الريفيون بأوروبا انهمكوا في شراء الأراضي و بناء المنازل مما أدى إلى ذوبان كل شبر منها في غابة من الاسمنت المسلح. لقد وصل الأمر الآن إلى بلوغ متر مربع واحد من الأرض 50.000 درهما في شوارع وسط المدينة، و كأننا في "هونغ كونغ".